كثيرون هم الذين يفتنون بالطبيعة وجمالها، وسحرها الخلاب، وكثيرون أيضاً هم الذين يعتبرونها غذاء لتهذيب الروح، وصورة تشفي العليل، وتضميد جراحه، وهذا ما لا يختلف عليه اثنان.
بعض الأشجار تحمل أوراقها وأغصانها وجذورها سموماً تقضي على بني البشر، وتعرضهم للإصابة بمرض السرطان، اما العلم الحديث فيرى عكس ذلك، ويعتقد بأن كل مادة ضارة سواء للإنسان أو الحيوان من شأنها ان تعطي تأثيرات ايجابية وذات فائدة للإنسان فالسموم التي تحتويها بعض الأشجار كالتاكسول (العليق) على سبيل المثال أصبح اليوم علاجاً ناجحاً. ويطالب جان بيير كافة المهتمين في حقل البيئة بالمحافظة على غابات كهذه تحمل في ربوعها علاجاً ناجحاً.
وهو المنتوج الوحيد "المضاد لمرض السرطان" والمكتشف في الولايات المتحدة وكانت النتائج تشير إلى ان هذه الغاز يعمل بفعالية لا مثيل لها في علاج سرطان المبيض، سرطان الثدي وسرطان الحنجرة والبلعوم.
وهذا ما أكده الدكتور جان بيير آرموند الذي يعتبر الدكتور الأول في أوروبا الذي قام بتجارب علمية ناجحة حول هذا الدواء المستخلص من سموم الأشجار.
يعتبر العلاج من الامراض السرطانيه بهذا المستخلص النباتي من الادويه المكلفه جدا ولا يستطيع ان يعالج به الا اصحاب الملايين وذلك لعده اسباب اهمها:
1- ان تجمعات من غابات أشجار العليق السامة في الباسفيك في غابات الاوريجون مهدده بالانقراض وان نمو هذه الاشجار يتطلب مناخ وبيئه مناسبه.
2- استخلاص الدواء من لحاء شجره التاكسول اللتي يجب ان يكون عمرها لا يقل عن 10 سنوات.
3- يجب الاستغناء عن 12000شجرة من اجل الحصول على 2 كغم فقط من مادة التاكسول.
4- أكدت الدراسات العلمية بأن كل شجرة من العليق قادرة على معاجة امرأة واحدة مصابة بالسرطان.
ولهذا السبب فان توجه العلماء حاليا الى تحليل التركيب الكيماوي لهذا النبات ومحاوله تصنيع دواء مشابه له ومن ناحيه اخرى علماء النبات يحاولون ان يدرسوا الهندسه الوراثيه لهذه الاشجار وتطبيقها على نباتات اخرى في ضروف مقاومه وعمر زمني اقصر.
وبالعودة إلى الوراء قليلاً، نجد ان كهنة قدماء الانجليز كانوا يستعملون ورق العليق في إعداد جرعات لما كان يسمى "بالسم السحري" كما كان يستهوي شجر العليق اهتمام الفنانين منذ القدم.
ومما يثير الدهشة في هذا الموضوع ان الطيور التي كانت تحلق فوق شجر العليق على مدار قرون مضت، لم تصب بأي مرض من هذا النوع ذلك أنها حسب تقدير بعض الخبراء لا تأكل إلا ذلك الجزء الخارجي من ثمرة العليق بينما تقذف النواة الى الأرض وما تقذفه هو ذلك الجزء »السام« من الثمرة، وبالتالي كانت تعيش بذكاء فائق رغم خبث هذه الشجرة..!
نحمد الله ونشكره على نعمه الصحه
سوزان