Mohamd elmasry عضو برونزى
مساهماتى بمنتدى الجامعه : 159 العمر : 34 الموقع : www.ismailyonline.com دعاء المنتدى : اللهم اني اسألك العفو و العافيه في ديني و دنياي و اهلي و مالي تاريخ التسجيل : 17/02/2010 نقاط : 27274
| موضوع: الكاتب و الكتابة في مصر القديمة الإثنين فبراير 22, 2010 2:40 am | |
| الأدب المصري القديم هو بلا شك أقدم آداب العالم, ومع ذلك فإن معرفتنا به أقل بكثير من معرفتنا بالآداب القديمة الأخري, ذلك أن معظم هذا الأدب كان مدونا علي أوراق البردي التي لم يصمد الكثير منها للزمن وما صمد لم يكن كاملا.
ومع ذلك, فإن ما وصلنا من الأدب المصري القديم يؤكد أنه كان أدبا أصيلا وثريا علي امتداد تاريخ مصر, سواء في تنوع موضوعاته أو في أجناسه الأدبية وأساليبه الفنية, فهو أدب يجمع بين الملحمة والقصة والقصيدة وتتراوح موضوعاته ما بين التأمل الصوفي وأشعار العشق وسير الأبطال والآداب العامة. ومنذ مرحلة ما قبل الأسر عام5500 قبل الميلاد وحتي نهاية مرحلة الحكم الروماني عام395 بعد الميلاد, والكاتب المصري جالس القرفصاء يحمل في يده قلمه المصنوع من البوص وقد فرد علي ركبتيه لفافة من البردي يدون عليها إحدي قصص البطولة أو قصيدة عاشق لمعشوقته أو أسطورة إيزيس وأوزوريس أو ابتهالات الي الرب في علاه. وفي بردية قديمة يعود تاريخها الي عام2000 قبل الميلاد, وتعرف باسم بردية هجاء المهن نجد نصائح يقدمها أحد أفراد الطبقة الوسطي ويدعي دواوف لابنه كي يختار لنفسه مهنة الكاتب دون غيرها من المهن, فيقول: لا توجد مهنة لا رئيس لها إلا مهنة الكاتب, فهو رئيس نفسـه.. كن كاتبا يا بني حتي تغدو أصابعك ملساء كما خلقها الرب ويداك نظيفتين, وحتي ترتدي الملابس البيضاء وتتجول مزهوا, واذا ناديت شخصا استجاب لك ألف شخص, واذا سرت في الطرقات سرت حرا مرفوع الرأس. ويعتبر كتاب الموتي هو أقدم الكتب في التاريخ, وقد كان اسمه عند المصريين رحلة الخروج في النهار وهو يتضمن12 فصلا بها كل ما يحتاجه المتوفي خلال رحلته الي العالم الآخر من أدعية ونصائح وصلوات. وقد شاهدت أخيرا في متحف تورينو بإيطاليا نسخة كاملة من كتاب الموتي يبلغ طولها عشرين مترا من ورق البردي الملفوف, ومثل الكتب السماوية التي عرفتها الأديان السماوية فيما بعد كان كتاب الموتي أكثر الكتب انتشارا وهو ما جعلنا نحصل علي نسخ كثيرة منه. والي جانب النصوص الدينية فقد وصلنا من الدولة الوسطي الكثير من الملاحم والقصص الأدبية بعد أن تم فك رموزها, ومنها قصة سنوحي الشهيرة وعريضة الفلاح الفصيح, ومغامرة الملاح الذي غرقت سفينته وغيرها, بينما خلفت لنا الدولة الحديثة البرديات التي كتبت عليها أجمل قصائد الحب, وبالرجوع الي تلك القصائد نجد أن الشاعر المصري القديم في القرن الـ15 قبل الميلاد هو الذي اخترع الشعر الحديث قبل أبنائه في القرن الـ20 بعد الميلاد, حيث كان شعره بلا قافية ولا تفعيلات وانما مثل الشعر الحديث كان يعتمد علي الإيقاع. كذلك عرفت مصر القديمة المسرحيات التي كتبت شعرا أو نثرا, وكانت تستمد موضوعاتها من الأساطير الدينية وفي مقدمتها قصة إيزيس وأوزوريس, التي تجسد صراع الخير والشر, كما تشهد بذلك مسرحية أبيدوس التي اكتشفت في أواسط القرن العشرين فأثبتت أن المصريين عرفوا المسرح قبل اليونانيين, كما وصلتنا وثيقة أخري تعرف باسم بردية الرامسيوم الدرامية تتضمن تصويرا مسرحيا لوقائع تتويج سنوسرت الأول. وأولي أوراق البردي التي وجدت كانت في مقابر الأسرة الأولي بسقارة ويعود تاريخها الي نحو3035 قبل الميلاد, وإن كانت قد وجدت خالية لم يدون عليها شيء, وقد ظل البردي يستخدم في الكتابة حتي الفترة اليونانية الرومانية وخلال الفتح الإسلامي. وقد كانت الكتابة والأدب جزءا من نسيج الحياة في مصر القديمة, فإلي جانب البردي جاءت الكتابة أيضا علي شقفات الفخار وعلي اللوحات الحجرية وصارت جزءا من المعمار, فكانت تنقش علي أعمدة المعابد وعلي جدران المقابر تخلد معارك وفتوحات الملوك. وقد بلغ حب المصري القديم للأدب والشعر, أنه كان يدونه علي جدران مقبرته كما يدون ابتهالاته الي الآلهة, فعلي جدران مقبرة الملك إنتف الثالث( نحو2060 قبل الميلاد) نجد صورة لعازف القيثارة الضرير بالنقش الغائر وعيناه مغمضتان وقد نقشت الي جواره أناشيده التي تقول: ليكن يومك سعيدا استنشق من العطور أزكاها ضع جدائل زهرة اللوتس حول ساعدي امرأتك وعنقها ولتجلس من تحبها بجوارك وليكن الغناء والموسيقي أمامك انس الهموم اتبع قلبك وهواك إلي أن تأتي لحظة الرحيل إلي أرض الصمت ويرجع انتشار الكتابة الي أن المصري القديم كان يشعر بأن الثقافة والمعرفة شرط ضروري للحياة السعيدة الناجحة, وكان يعتبرها مفتاح الحرية والارتقاء, لذا نجد مثلا تعاليم الوزير بتاح حوتب التي كتبها في عام2300 قبل الميلاد تقول ضمن ما تقول: العلم والمعرفة نعمة لمن يصغي إليهما ونقمة علي من يبتعد عنهما, كما نجد حكم الكاتب آني نحو عام1500 قبل الميلاد, وقد ورد فيها: إن الناس سيفعلون كل ما تقول اذا عرفت النصوص المكتوبة, إدرس الكتب واحفظها في قلبك تصبح كل كلماتك فعالة, ثم نجده يقول وكأنه يردد مقولة دواوف بعده بـ500 سنة: لا سيد للكاتب إلا وظيفته. ونظرا لأن الكتاب كانوا يعتبرون أصحاب المعرفة وأساتذة البلاغة, فقد كان يطلب منهم إعداد مكتبات كاملة لكبار الأثرياء في وقت لم تكن هناك مطابع, وكانت الكتب في شتي مناحي الحياة تكتب علي ورق البردي وتحفظ في صناديق خاصة وجد البعض منها في المقابر حتي لا يحرم المتوفي من الاطلاع والمعرفة والاستمتاع بالقصص والشعر في الحياة الأخري. ولم تكن مكتبة الإسكندرية في العصر اليوناني الرومالي إلا مثالا لما عرفته مصر طوال تاريخها, حيث وجدت المكتبات التي كانت تسميperankh أي بيت الحياة في منف وفي تل العمارنة وغيرهما, وفي معبد حورس بإدفو توجد حتي الآن قاعة خاصة تعلوها لوحة مكتوب عليها مكتبة حورس. ومن أشهر الملاحم الشعرية التي عرفتها مصر القديمة ملحمة بنتاؤر التي كتبها عن معركة رمسيس الثاني الكبري, والتي انتصر فيها علي الحيثيين في قادش, وهي مازالت مدونة علي جدران معبد الكرنك, وكذلك نشيد تحتمس الثالث الذي كتبه تحانوني وخلد فيه ذلك الفرعون الذي صنع لمصر لأول مرة امبراطورية مترامية الأطراف في الشرق والجنوب والغرب, وكثيرا ما يتم تشبيه ما كتبه بنتاؤر وتحانوني بالإلياذة والأوديسة لأوفيد وهوميروس. لقد أدرك أجدادنا أدباء وكتاب مصر القديمة القوة التي تكمن في الكلمة وكانوا يؤمنون بأن الرموز الهيروغليفية لأسماء الآلهة والبشر والحيوان تحمل نفس قوة من ترمز إليهم, حتي أن بعض هذه الأسماء كان يتم اختصارها عند الكتابة داخل المقابر الملكية درءا لقدرتها الهائلة. كما كان المصريون القدماء أول من أعطوا للكلمة قدسيتها وكانوا يؤمنون بأن الرب خلق الكون بالكلمة, فالكلمة الإلهية السحرية هي وحدها القوة الخالقة, والإله عند المصريين يتصور الكون في قلبه ثم يحققه بواسطة الكلمة. ولقد شاهدت في المتحف البريطاني لوحة حجرية قديمة يصل ارتفاعها الي137 سم وعرضها92 سم طمست بعض نقوشها حيث استخدمت في العصور الحديثة كحجر طاحونة, ومما بقي علي اللوحة نجد ما يقول: هكذا تتحول الرغبة الإلهية الي فكرة ثم يصدر إليها الأمر لتكون, فتأخذ كل كلمة من كلمات الإله شكلا طبقا لما تصوره قلبه وكما نطق به لسانه, وفي موضع آخر من اللوحة نجد: وأضحي الإله بتاح راضيا بعد أن خلق كل الأشياء بفضل الكلمات الإلهية... | |
|
روءة عضو برونزى
مساهماتى بمنتدى الجامعه : 160 العمر : 32 دعاء المنتدى : لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين تاريخ التسجيل : 15/02/2010 نقاط : 27209
| موضوع: رد: الكاتب و الكتابة في مصر القديمة الإثنين فبراير 22, 2010 4:18 am | |
| في انتظار جديدك محمد مرسي عالمعلومات | |
|
manchester مراقب عام الكليات الأدبية
مساهماتى بمنتدى الجامعه : 3710 العمر : 33 الموقع : www.tagged.com دعاء المنتدى : اللهم ارحمنا إذا اشتدت السكرات و توالت الحسرات و أطبقت الروعات و فاضت العبرات و تكشفت العورات و تعطلت القوة و القدرات اللهم ارحمنا إذا بلغت التراقي و قيل من راق و تأكدت فجيعة الفراق للأهل و الرفاق و قد حم القضاء فليس من واق
وصلاة وسلاما علي اشرف المرسلين والحمد لله رب العالمين تاريخ التسجيل : 08/02/2010 نقاط : 32245
| موضوع: رد: الكاتب و الكتابة في مصر القديمة الإثنين فبراير 22, 2010 4:49 am | |
| بجد المفروض ارفعلك الشابوه
موضوع جامد شكراااااااااااااا | |
|
bero.love احلى مشرفه
مساهماتى بمنتدى الجامعه : 617 العمر : 33 دعاء المنتدى : اللهم ما ارحم موتنا وموتى الملسمين اجمعين تاريخ التسجيل : 24/06/2009 نقاط : 29080
| موضوع: رد: الكاتب و الكتابة في مصر القديمة الإثنين فبراير 22, 2010 7:19 pm | |
| مرسى جدا ليك محمد فى انتظار كل جديد ومفيد | |
|
manchester مراقب عام الكليات الأدبية
مساهماتى بمنتدى الجامعه : 3710 العمر : 33 الموقع : www.tagged.com دعاء المنتدى : اللهم ارحمنا إذا اشتدت السكرات و توالت الحسرات و أطبقت الروعات و فاضت العبرات و تكشفت العورات و تعطلت القوة و القدرات اللهم ارحمنا إذا بلغت التراقي و قيل من راق و تأكدت فجيعة الفراق للأهل و الرفاق و قد حم القضاء فليس من واق
وصلاة وسلاما علي اشرف المرسلين والحمد لله رب العالمين تاريخ التسجيل : 08/02/2010 نقاط : 32245
| موضوع: رد: الكاتب و الكتابة في مصر القديمة الثلاثاء فبراير 23, 2010 5:36 am | |
| | |
|