كنتُ معجباً بها ...
كانت تسحرني بنظراتها ....
وتأسرني بكلماتها ....
إذا قامت جلست بين يديها ...
وإذا جلستْ وقفتُ تحيةً لها ....
كانت تلمُ شعث أحاسيس المرهفة برباط حبها....
إن غبتُ عنها ...سألت...!!
وإن كنتُ حولها ...ابتسمتْ...!!
وإن بكيتُ ...بكت..!!
كانت تضع رأسي بين صدرها الدافيء..!!
نعم...صدرها الدافيء..!!
كان ينبعث منه رائحة عبقة..!!
رائحة مسك...أو عنبر ...أو ورد..المهم شيء من ذلك ..
كنتُ ألعب بشعرها...
لا..بل بحاجبها ...
لا... بل بشحمة أذنيها ...وهي تقول : كفى ...كفى ...!!
كم كنتُ سعيداً حينما يلاصق خدّي خدها....
أو حينما تسمح لي أن أنام بجوارها ...
كانت الدنيا لا تسعني بذلك...
وفي يوم من الأيام ...
كان بيننا موعد ...نعم موعد ..!!
وحينها كنت أتسكع في سراديب الحارة ..
رمقت ببصري سجارة ملقاة على الأرض لم تطفأ بعد ...
فقلت ُ : لمَ ياطريد لا تجربها.. ألست رجلاً شجاعاً... !!
فحينها أخذتها من الأرض ووضعتها بين (شفايفي الوردية )...فنفخت فيها نفخاً حتى ؛ انتفخت أوداجي ...واحمرت عيناي...!!
المهم..
ذهبت بعد أن شربت هذه السجارة إلى بيتها ...
لكن قبل أن أطرق الباب لمحته مفتوحا ..كأنه يقول لي مرحبا طريد ..مرحبا طريد...!!
فدخلته وكل خوف , ووجل..!!
وبينما كنت أتجول بين الغرف أبحث عنها..وجدتها في زاوية منه...
فلما قربت منها سحبتني على حجرها..
ووضعت شفايفها حول شفايفي...!!
وأخذت تقبلني بقوة...!!
وبينما نحن كذلك ..إذا استنشقت رائحة الدخان تنبعث من فمي ..!!
فقالت: ما هذا ..رائحة دخان ..!!
قلت : لا ..
قالت: بلى ..
فضربتني ضربا مبرحا حتى ألقتني على الأرض باكياً...
هل تعلمون منهي...هي أمي الغالية ..فقد ضربتني على ذلك حينما كنت في الصف الأول إبتدائي..!!