خطأ دستورى

دعنا نقص الشريط ونفتتح الأسبوع بابتسامة «أمل» وضحكة «فوزية» وزغروطة «عنايات».. ونستمع إلى «يا أم المطاهر رشى الملح سبع دورات».. فالناس تحتاج إلى «البهجة» والبهجة تحتاج إلى «الناس» بالضبط مثل العالم يشيد بمصر ومصر تشيد بالعالم، وكلنا يتذكر أن البنوك التى أشادت باقتصاد مصر عاقبها الله بالإفلاس..
صحيح نحن فى نهاية الشهر لكن لسنا فى نهاية العالم وما يؤلمنى أن كثيرين حولى «يقرضون» الشعر لكن قليلين «يقرضون» المال وعلينا أن نكمل الشهر إما بالقصور الذاتى أو بقصور الوزير.. وأنا فى انتظارك مليت.. وأى إجراء يخص الدستور يجب عرضه أولاً على مجلس الشورى، وحالة الطوارئ تلغى العمل ببعض مواد الدستور ومع ذلك فى كل مرة نكتفى بموافقة مجلس الشعب..
صحيح أن الشورى سوف يوافق بالإجماع لكن يجب أن نحافظ على الشكل أمام العالم الذى يعتبرنا قدوة له.. وقد وعدنا السيد الرئيس فى برنامجه الانتخابى برفع حالة الطوارئ وهبدها على الأرض لكن الظروف جعلتنا ننسى رقم الموبايل ومهما تنسى ولّا تقسى برضه قلبى لك لوحدك..
وتمر الأيام من «الكارتة» مجاناً وتصدر قرارات علاج للموتى ويحرم الأحياء من العلاج ويتحول «التوك شو» إلى «توك توك» يقوده مذيع مهمته توصيل طلبات الحكومة إلى المنازل والليالى حبالى يلدن كل مذيع.. (حضرتك نازل هنا أم ستكمل المقال).. ففى «مايو» إقرار الطوارئ (سنة أو سنتين) وفى «يوليو» إقرار العلاوة (٧ أو ١٠%) وبين الطوارئ (سيف المعز) والعلاوة (ذهب مع الريح) يقع «يونيو» شهر عرض الميزانية للنواب وتسريب الامتحانات للطلبة..
وفى مذكرة حيثيات مد الطوارئ تحدثت الحكومة عن أحداث إيران وأفغانستان والسودان والعراق ثم اكتشفت أن هذه الدول ذات نفسها ليس فيها طوارئ ولكن فيها انتخابات فبحثت عن حيثيات أخرى لمد الطوارئ مثل (تجمع جمهور ٣٢ دولة فى جنوب أفريقيا- الشائعات التى طالت ساركوزى وزوجته- مذابح الأرمن- سحب الشركات الكبرى للسيارات من الأسواق- حرائق الغابات فى كندا- زلزال اليابان- حدائق بابل المعلقة) وهى أسباب تقنع المجنون ثم تعصر عليه الليمون ووعدتنا ألا تستخدم الطوارئ إلا فى حالات الوضع أو لحماية الفساد (اللى خايف ينزل)..
وطول السنة يقولون إن مصر «مستقرة» ثم يأتى يوم ٢١ مايو فيمدون الطوارئ فإما أن مصر غير مستقرة أو أن يوم ٢١ مايو موافق يوم «جمعة» وهو اليوم الذى تقيم فيه «الباتعة الكيكى» حفلها السنوى فى الاستاد وتعزم فيه المعتقلين من كل الفئات إلا «التيحى» لأنه مشغول بتجارة المخدرات (كله ينزل وصلنا آخر المقال).


بقلم : جلال عامر

المصرى اليوم

شكــــــــــــرا على موضوعك

نايس توبيك

والله الواحد مالاقي تعليق يقوله
لك الله يا مصر

تسلم ايدك