بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( سلسلة تـفـسـيـر وتـحـفـيـظ الـقـرآن الـكـريـم )
------------ --------- --------- --------- -----
[ آيـــات الــيــوم(59) ]
الأثنين– (04/06/1431هـ) – (17/05/2010م)
سورة الـبـقـرة من الآية: (261) إلى (264)
اللَّهُمَّ اْرْحَمْنيِ بالقُرْءَانِ وَاْجْعَلهُ لي إِمَاماً وَ نُوراً وَهُدى وَرَحْمَه
------------ --------- --------- ---------
مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (262) قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263)
شرح الكلمات
{مثل الذين ينفقون}: صفتهم المستحسنة العجيبة.
{سبيل الله}: كل ما يوصل إلى مرضاة الله تعالى من الإِيمان وصالح الأعمال.
{يضاعف}: يزيد ويكثر حتى يكون الشيء أضعاف ما كان.
{منّاً ولا أذى}: المنّ: ذكر الصدقة وتعدادها على من تُصُدّق بها عليه على وجه التفضل عليه. الأذى: التطاول على المتصدق عليه وإذلاله بالكلمة النابيه أو التي تمس كرامته وتحط من شرفه.
{قول معروف}: كلام طيب يقال للسائل المحتاج نحو: الله يرزقنا وإياكم، الله كريم. الله يفتح علينا وعليك.
{ومغفرة}: ستر على الفقير بعدم إظهار فقره، والعفو عن سوء خلقه إن كان كذلك.
{غني}: غنىً ذاتي لا يفتقر معه إلى شيء أبداً.
{حليم}: لا يعاجل بالعقوبة بل يعفو ويصفح.
معنى الآيات
يخبر تعالى مرغبا في الجهاد بالمال لتقدمه على الجهاد بالنفس لأن العدة أولا والرجال ثانياً، أن مثل ما ينفقه المؤمن في سبيل الله وهو هنا الجهاد، في نمائه وبركته وتضاعفه، كمثل حبة برّ بذرت في أرض طيية فأنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبه فأثمرت الحبة الواحدة سبعمائة حبة، وهكذا الدرهم الواحد ينفقه المؤمن في سبيل الله يضاعف إلى سبعمائة ضعف، وقد يضاعف إلى أكثر لقوله تعالى: {والله يضاف لمن يشاء والله واسع عليم} هذا ما تضمنته الآية الأولى (261) وأما الآية الثانية (262) فهي تحمل بشرى الله
تعالى للمنفقين في سبيله الذي لا يتبعون ما أنفقوه منّاً به ولا أذى لمن أنفقوه عليه بأن لا خوف عليهم فيما يستقبلونه من حياتهم ولا هم يحزنون على ما يتركون وراءهم ويخلفون. وهذه هي السعادة حيث خلت حياتهم من الخوف والحزن وحل محلها الأمن والسرور. والآية الثالثة (263) وهي { قول معروف... } فإن الله تعالى يخبر أن الكلمة الطيبة تقال للفقير ينشرح لها صدره وتطيب لا نفسه خير من مال يعطاه صدقة عليه يهان به ويذل فيشعر بمرارة الفقر أكثر، وألم الحاجة أشد، ومغفرة وستر لحالته وعدم فضيحته أو عفو عن سوء خلقه كإلحاحه في المسألة، خير أيضاً من صدقة يفضح به ويعاتب ويشنع عليه بها. وقوله في آخر الآية: {والله غني حليم} أي مستغن عن الخلق حليم لا يعاجل بالعقوبة من يخالف أمره.
هداية الآيات
1- فضل النفقة في الجهاد وأنها أفضل النفقات.
2- فضل الصدقات وعواقبها الحميدة.
3- حرمة المن بالصدقة وفي الحديث: " ثلاثة لا يدخلون الجنة... " وذكر من بينهم المنان.
4- الرد الجميل على الفقير إذا لم يوجد ما يعطاه، وكذا العفو عن سوء القول منه ومن غيره خير من الصدقة يتبعها أذى وفي الحديث: " لكلمة الطيبة صدقة ".
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264)
شرح الكلمات
{إبطال الصدقة}: الحرمان من ثوابها.
{المن والأذى}: تقدم معناهما.
{رئاء الناس}: مراءاة لهم ليكسب محمدتهم، أو يدفع مذمتهم.
{صفوان}: حجر أملس.
{وابل}: مطر شديد.
{صلداً}: أملس ليس عليه شيء من التراب.
{لا يقدرون}: يعجزون عن الانتفاع بشيء من صدقاتهم الباطلة.
معنى الآيات
بعد أن رغّب تعالى في الصدقات ونبّه إلى ما يبطل أجرها وهو المنّ والأذى نادى عباده المؤمنين فقال: { يا أيها الذين آمنوا... } ناهياً عن إفساد صدقاتهم وإبطال ثوابها فقال: { لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى } مشبهاً ال إبطال الصدقات بحال صدقات المرائي الذي لا يؤمن بالله واليوم الآخر في بطلانها فقال: { كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر } وضرب مثلاً لبطلان صدقات من يبع صدقاته منّا أو أذى أو يرائي بها الناس أو هو كافر لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر فقال: { مثله كمثل صفوان عليه تراب } أي حجر أملس عيه تراب، { فأصابه وابل فتركه صلدا } أي نزل عليه مطر شديد فأزال التراب عنه فتركه أملس عارياً ليس عليه شيء، فكذلك تذهب الصدقات الباطلة ولم يبق منها لصابها شيء ينتفع به يوم القيامة، فقال تعالى: { لا يقدرون على شيء مما كسبوا } أي مما تصدقوا به، { والله لا يهدي القوم الكافرين } إلى ما يسعدهم ويكملهم لأجل كفرانهم تعالى.
هداية الآيات
1- حرمة المن والأذى في الصدقات وفسادها بها.
2- بطلان صدقة المان والمؤذي والمرائي بهما.
3- حرمة الرياء وهي من الشرك لحديث: " إياكم والرياء فإنه الشرك الأصغر ".
------------ --------- --------- --------- -----
الوصلة لنسخة الوورد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] com/file/ -D6gV0Rh/ Ayat_Alyom59. html
------------ --------- ---------
إلى اللقاء في الآيات القادمة إن شاء الله