يهلّ شهر رمضان بروحانياته وبركاته، فيمنح النفوس هدوءاً وصفاء ويسهم إلى حد بعيد فى تغيير سلوكيات الصائمين نحو الأفضل، خاصة داخل الأسرة، لكن المفارقة هى حدوث بعض المفارقات والاضطرابات فى العلاقات الأسرية بسبب الصيام، مثل: الخلافات والمشادات بين الزوجين بسبب امتناع الزوج عن التدخين طوال النهار، كذلك إذا كان الصائم مريضا بالسكر أو الضغط، فإنه يقوم بتصرفات غريبة وعصبية غير مالوفة مما يؤدى إلى وجود حالة من عدم الاستقرار داخل المنزل، ربما تنتهى بمجرد حدوثها إذا احكتم الزوجان إلى العقل، أو مع مدفع الإفطار والجلوس على مائدة طعام واحدة
والانغماس فى طقوس الإفطار.
ويقول د. مصطفى شاهين، أستاذ علم النفس بكلية طب قصر العينى: شهر رمضان يساعد على الصفاء الروحانى والاستقرار النفسى ولكننا نجد فى بعض الأحيان أن هناك أزواجا خاصة فى فترة ما قبل الإفطار غير متوازنة نفسياً وسريعى الانفعال وردود أفعالهم غير متوازنة، ويرجع ذلك إلى أن الرجل أكثر اندفاعاً وعصبية من المرأة، فالزوجة لديها قدرة كبيرة على التحمل والصبر مما يجعلها مسؤولة وبشكل أساسى عن استقرار الأسرة وتوازنها. الأزواج المدخنون يتعرضون أثناء الصيام لنقص نسبة النيكوتين داخل أجسامهم مما يؤدى إلى ظهور أعراض انسحابية مثل العصبية والتفاعل السلبى مع المواقف والقلق الدائم، إضافة إلى أعراض الرعشة الخفيفة و الصداع، أما المصاب بالسكر فيتعرض لنقص نسبة السكر فى الدم مما يؤثر على جهازه العصبى فيجعله سريع الغضب والانفعال.
وتقول د. أمينة كاظم، أستاذ علم الاجتماع: «من الطبيعى أن يتوتر الشخص عندما يُحرم من إحدى العادات.. وأمام هذا الموقف، على الزوجة أن تتصرف بحكمة مع زوجها المدخن فاذا كان زوجها شديد الانفعال أثناء المناقشة فى نهار رمضان فمن الأفضل محاولة تجنب الحوار والانسحاب بهدوء والانشغال بأشياء أخرى حتى يهدأ، وإذا كان الزوج ممن يستجيبون للهدوء بحلو الكلام، فعلى الزوجة امتصاص غضبه وأن تكون فطنة فى كل الأحوال للطريقة التى تعامل بها زوجها أثناء الصيام.
إلى ذلك، هناك بعض الزوجات يتعرضن لضغط نفسى شديد مثل الموظفات اللائى يعدن إلى المنزل فتجدن أعمال التنظيف والطهى فى انتظارهن، مما يعرضه للتوتر والقلق النفسى وعدم التركيز.
وتقول د. أمينة بدوى، أستاذ علم النفس بجامعة بنها: وجود المشاكل بين الزوجين فى رمضان يرجع إلى ازدياد الضغوط النفسية والعصبية على الزوجين بسبب عدم قدرتهما على الوفاء بالاحتياجات المادية للأسرة، كما أن الواجبات الاجتماعية «العزومات» تزيد إرهاق الزوج، خاصة مع اقتناع الزوجة بمقولة: «مفيش حد يعمل عزومات أحسن منى».. كل هذه المنغصات تجعل الزوجين يفكران بطريقه غير صحيحة، تخلق جوا متوترا ومحتقنا.. وإذا كان أحد الزوجين مريضاً فلابد أن يراعى الطرف الآخر ضميره من حيث العناية به ومعاملته معاملة جيدة دون انتظار مقابل.