أعطوني دقائق قليلة من وقتكم، لتستمعوا إلى أخ ناصح يريد لكم الخير والسعادة

أخي الكريم ..أختي الفاضلة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعطوني دقائق قليلة من وقتكم، لتستمعوا إلى أخ ناصح يريد لكم الخير والسعادة..
بالتأكيد أن كل واحد منا يسعى إلى السعادة..وكل ما نقوم به من أعمال في الحياة نهدف من خلالها إلى نيل السعادة وهناء البال..
ولكن لنكن صادقين مع أنفسنا..
هل وصلنا إلى هذه السعادة المنشودة أم أننا لا نزال نشعر بالضيق والاكتئاب..
كل واحد منا تأتيه لحظات يشعر فيها بالمتعة، ولكن ليست هذه هي السعادة، لأن هذا الشعور بالمتعة هو شعور مؤقت سرعان ما يتلاشى ويأتي محله وحشة القلب..
هل سألت نفسك لماذا يأتي هذا الاكتئاب؟
لماذا تفشل كل الأموال والملذات والأصدقاء في ملء الفراغ النفسي الذي نشعر به..
الجواب في غاية البساطة..
إن الله عز وجل الذي خلقنا وهو أعلم بما يسعدنا لم يجعل للسعادة سوى طريقاً واحدة..
تماماً كما أن من يصنع جهاز التلفاز أو الحاسوب هو الذي يعرف أسراره وطريقة عمله، فإن الله الذي خلقنا وحده وله المثل الأعلى هو الذي يعرف الطريق إلى سعادتنا..
وهو عز وجل لم يتركنا حائرين ولكنه دلنا على تلك الطريق فقال "فمن اتبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
الطريق الوحيدة للسعادة هي اتباع الهدى الإلهي..أما من يعرض عن ذلك الهدى فلن يناله سوى الشقاء "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكاً"
حتى لو شعر الإنسان البعيد عن ربه بلحظات متعة ونشوة فهي مؤقتة، وهي استدراج له ليتمادى في المعصية..
الله عز وجل أصدق القائلين يقول لنا إن سعادتنا في هذا الطريق فلماذا لا نطيعه..
لماذا نطيع الشيطان الذي يزين لنا الخطأ حتى يوقعنا فيه ثم يضحك علينا ويشمت بنا..
هل هناك عاقل يطيع عدوه الذي يريد إهلاكه..الشيطان هو عدو مبين لنا ولا يريد لنا الخير فلماذا نتبع خطواته ونعرض عن خالقنا الذي يحب لنا السعادة..
أخي الحبيب..أختي الكريمة:
إن عمرنا قصير جداً..تأملوا كيف تنقضي الأيام سريعاً..ليسأل أحدنا أباه أو أمه أو جده الذي تجاوز السبعين: كيف شعرت بانقضاء عمرك؟ فسيقول لك إنها مضت كطرفة عين..
وكما مضى عمرهم سريعاً فإن أعمارنا أيضاً ستنقضي سريعاً..فلا يغرنا شبابنا وصحتنا وقوتنا..
الشباب والصحة هي فرصة فلنغتنمها قبل فوات الأوان وحينها لن ينفع الندم..
سيسألنا الله يوم القيامة عن أعمارنا كيف قضيناها، وعن شبابنا ماذا عملنا به..
تذكر ذلك الموقف العظيم في يوم مقداره خمسون ألف سنة والشمس فوق رءوسنا..
ماذا سنصنع في ذلك اليوم..
إنه ليس قصة خيالية وليس بعيداً ولكنه أقرب كثيراً مما نتصور "وما أمر الساعة إلا كلمح بالبصر"
ستقف على رءوس الخلائق..سيتخلى عنك القريب والبعيد..أمك أبوك ابنك زوجتك كلهم سيفرون منك..لا أحد سينفعك في ذلك اليوم..
كل إنسان مشغول بنفسه يقول: نفسي نفسي..
بماذا ستجيب ربك حين يسألك عن أعمالك الصغير منها والكبير.. هل تظن أنك تستطيع خداعه..إنه يعلم ما يجول في خاطرك حتى قبل أن تفكر فيه..
سيذكرك الله بكل عمل قمت به..سيذكرك حين أغلقت الأبواب على نفسك وظننت أن لا أحد يراك وغاب عن بالك أنه يراقبك وأن ملائكته تسجل عليك كل قول وفعل"ألم يعلم بأن الله يرى" "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"
إن هذه الدنيا حقيرة، "فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور"..
الفطن هو من باع هذه الدنيا واشترى لقاء الله والجنة..
والخاسر كل الخسران هو من غرته لحظات من لذة وشهوة تافهة عابرة سرعان ما تنقضي وأعمته عن رؤية الأهوال التي تنتظره بعد الموت..
أيها الأخ الكريم:
لتتوقف مع نفسك وقفة تأمل ولتراجع حسابك قبل أن يدهمك الموت..فالموت يدخل عليك دون استئذان وهو لا يفرق بين صغير وكبير، ولا بين شاب وفتاة..
لنعقد النية الصادقة مع الله عز وجل أن نبدأ حياةً جديدة في طاعة الله والتقرب إليه، وأن نقطع أي علاقة بكل ما يغضب الله..
صدقوني أنكم حين تجربون هذه الحياة الجديدة، فستعلمون معنى السعادة الحقيقية، وستبكون على كل لحظة ضاعت في حياة اللهو والغفلة..
فقط جربوا ولن تخسروا شيئاً..
وتذكروا أن هذه الدنيا قصيرة جداً، وأن الحياة الحقيقية هي بعد الموت..
فإما إلى الجنة خلود بلا موت..وإما إلى النار أعاذنا الله منها خلود بلا موت..
"واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون