(محاولات لقتل امرأة لا تقتل)
**********
(1)
وعدتك الا احبك
ثم امام القرار الكبير... جبنت
وعدتك الا اعود ...و عدت
و الا اموت اشتياقا... و مت
وعدت مرارا و قررت ان استقيل مرارا
و لا أتذكر انى استقلت
(2)
وعدت بأشياء أكبر منى
فماذا غدا تقول الجرائد عنى
أكيد ستكتب انى جننت
أكيد ستكتب انى انتحرت
وعدت الا اكون ضعيفا ... و كنت
و الا اقول بعينيك شعرا ... و قلت
وعدت بالا و الا و الا
و حين اكتشفت غبائى ضحكت
(3)
و عدت الا ابالى بشعرك حين يمر امامى
و حين تدفق كالليل فوق الرصيف ... صرخت
و عدتك ان اتجاهل عينيك مهما دعانى الحنين
و حين رايتهما تمطران نجوما ... شهقت
وعدتك الا أوجه اى رسالة حب اليك
و لكنى رغم انفى ... كتبت
(4)
وعدتك الا اكون باى مكان تكونين فيه
و حين عرفت انك مدعوة للعشاء ... ذهبت
وعدتك الا احبك
كيف ... و اين ... و فى اى يوم وعدت؟
لقد كنت اكذب من شدة الصدق
و الحمد لله انى كذبت
(5)
وعدت بكل برود و كل غباء
بأحراق كل الجسور ورائى
و قررت بالسر قتل جميع النساء
و أعلنت حربى عليك
و حين رأيت يديك المسالمتين ... أختجلت
وعدت بالا و الا و الا
و كانت جميع وعودى ...
دخانا و بعثرته فى الهواء
(6)
وعدتك الا اتلفن ليلا
و الا افكر فيك اذا تمرضين و الا أخاف عليك
و الا أقدم وردا و الا أبوس يديك
و تلفنت ليلا على الرغم منى
و أرسلت وردا على الرغم منى
و بستك من بين عينيك حتى شبعت
وعدت بالا و الا و الا
و حين اكتشفت غبائى ... ضحكت
(7)
وعدت بذبحك خمسين مرة
و حين رأيت الدماء تغطى ثيابى
تأكدت انى الذى قد ذبحت
فلا تاخذينى على محمل الجد
مهما غضبت و مهما انفعلت
و مهما اشتعلت و مهما أنطفئت
لقد كنت اكذب من شدة الصدق
و الحمد لله انى كذبت
(
وعدت ان احسم الامر فورا
و حين رأيت الدموع تهرهر من مقلتيك ... ارتبكت
و حين رأيت الحقائب فى الارض
ادركت انك لا تقتلين بهذه السهولة
فأنت البلاد و أنت القبيلة
و أنت القصيدة قبل التكون
أنت الدفاتر ... أنت المشاوير ... انت الطفولة
وعدت بالغاء عينيك من دفتر الذكريات
و لم اك اعلم انى سألغى حياتى
و لم اك اعلم انك رغم الخلاف الصغير انا ... و انى انت
وعدتك الا احبك
يا للحماقة ماذا بنفسى فعلت
لقد كنت أكذب من شدة الصدق
و الحمد لله انى كذبت
(9)
و عدتك الا اكون هنا بعد خمس دقائق
و لكن الى اين أذهب؟
ان الشوارع مغسولة بالمطر
الى اين أدخل؟
ان مقاهى المدينة مسكونة بالضجر
الى اين ابحر وحدى
و انت البحار و انت القلوع و انت المطر
فهل ممكن ان اظل لعشر دقائق اخرى
لحين انقطاع المطر
اكيد سأرحل بعد رحيل الغيوم
و بعد هدوء الرياح
والا سأنزل ضيفا عليك الى ان يجىء الصباح
(10)
و عدتك الا احبك مثل المجانين فى المرة الثانية
و الا اهاجم مثل العصافير اشجار تفاحك العالية
و الا امشط شعرك حين تنامين يا قطتى الغالية
وعدتك الا اضيع بقية عقلى
اذا ما سقطتى على جسدى نجمة حافية
وعدت بكبح جماح جنونى
و يسعدنى انى لا ازال شديد التطرف حين احبك
تماما كما كنت فى السنة الماضية
(11)
وعدتك الا اخبى وجهى بغابات شعرك طيلة عام
و الا اصيد المحار على رمل عينيك طيلة عام
فكيف اقول كلاما سخيفا كهذا الكلام
و عينيك دارى و دار السلام
و كيف سمحت لنفسى بجرح شعور الرخام
و بينى و بينك خبز و ملح و سكب نبيذ و شدو حمام
و انت البداية فى كل شىء و مسك الختام
وعدتك الا اعود و عدت
و الا اموت اشتياقا و مت
و عدت بأشياء اكبر منى
فماذا بنفسى فعلت
لقد كنت اكذب من شدة الصدق
و الحمد لله انى كذبت