ترميم المباني الاثريه

المباني الأثرية و التاريخية


خصائصها و صيانتها


أ.د. عبدالفتاح السعيد البنا


استاذ ترميم المباني الأثرية
قسم ترميم الأثار - كلية الآثار- جامعة القاهرة

مقدمة:
تضم المباني القديمة بشكل عام نوعيات متعددة من المباني مختلفة التكوين متباينة الحجم شيدت طبقا لنظم وأنماط إنشائية متنوعة على أساس من مبادئ تشيدية متعددة بشكل كبير ، هذا إلى جانب التنوع الكبير أيضا في أزمنـة وعصور تشييد هذه المباني. وفي مصر يتمثل النمط الإنشائي الشائع للمباني القديمة استخدام نظام الحوائط الحاملة Load-bearing Wall System مشيده غالبا من الحجر والبعض الآخر من مباني الطوب وما إلى ذلك من طرق البناء القديمة ، وتتنوع الأسقف هي الأخرى تنوعا كبيرا من أسقف خشبية إلى قباب بعضها عظيم الاتساع ، أو بلاطات تم تسليحها بطرق بدائية بإستخدام الكمرات أو الخوص الحديدية. وقد مرت على تلك المباني من الزمن والمتغيرات البيئية الكثير ترك تأثيراته المتلفة عليها بدرجات متفاوتة. والنتيجة الحتمية لذلك ، حالة ضعف عام وتفكك في معظم هذه المباني بالإضافة إلى عيوب متعددة وخطيرة في مقاومة التربة ونظم الأساسات بهذه المباني ، ما يستدعى تكثيف الدراسات والفحوص الإنشائية طبقا لأحدث الطرق العلمية من أجل تأمين استقرار ومقاومة هذه المباني القيمة ضمن خطة شاملة للحفاظ عليها ، وحيث تتنوع عناصر تلك المباني بشكل كبير يتبع ذلك تنوع وتباين كبيرين أيضا في السلوك الإنشائي لمكونات هذه المباني مما يزيد ويعقد مشكلة الدراسات الإٌنشائية الرامية إلى فهم ذلك السلوك وحسابه والسيطرة على عناصر ضعفه وتدهوره ، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا على يد نخبة من المتخصصين ذوى الخبرة والدراية العلمية الواسعة في هذا المجال حيث يخضع التعامل مع المباني القديمة إلى محاذير كثيرة خاصة ذات القيمة المعمارية و الفنية العالية تحتم التعامل مع هذه الثروة القومية بكل حرص وحيطة.
و يجب أن يكون المبنى سواء كان من الحوائط الحاملة أو مبنى هيكلي قادراً على تحمل جميع القوى الخارجية التي يتعرض لها التي تشمل القوى الإستاتكية (الساكنة) من ضغوط التربة (التغير الحجمي الناتج عن الإنتفاش ، التمدد الحراري ) و الضغط المسامي للمياه ، الحركة النسبية الناتجة عن الهبوط المتفاوت ، ظاهرة الإنزلاق في المنحدرات ، و كذلك القوى الديناميكية الناتجة عن تأثير الزلازل ، الرياح ، الإهتزازات الناتجة عن حركة المرور ، الميكانات ، السكك الحديدية ، الطيران المنخفض ، المتفجرات و غيرها من الوسائل التي تؤدي إلى ظاهرة الإهتزازات . منقول