جريدة المصريون كتب عمرو المصري: بتاريخ 18 - 7 - 2007 م عن مقالة بعنوان " مصر تبدأ توثيق جرائم إسرائيل في حق الآثار المصرية والإعلان عن كشف أثري مهم في سيناء خلال أيام "
وحسب أثريين, فإنه في حال التأكد من وجود آثار مصرية لدى إسرائيل, فان مصر لن تتهاون في المطالبة باستعادتها, وفقا للقوانين الدولية, والتي تسمح باستعادة الدول لآثارها, وخاصة التي خرجت بعد العام 1972, على النحو الذي حددته الأمم المتحدة قبل عشر سنوات.
وفي الوقت الذي يرون فيه أنه تم استعادة جميع الآثار المعلومة, التي قام جيش الاحتلال بالتنقيب عنها إبان احتلاله لسيناء العام 1967, فإنهم يؤكدون أنه ربما يكون قد أجريت حفريات أثرية أخرى خلسة من جانب الجيش الإسرائيلي, وهو ما لم يتم توثيقه في السجلات الإسرائيلية, بعد أن استطاعت مصر الحصول عليها بالمفاوضات, ومن ثم استعادت من خلالها آثارها المنهوبة.
يذكر في هذا السياق أن علماء آثار مصريين تمكنوا من جمع معلومات عن الآثار التي سرقتها إسرائيل من سيناء, وتوثيقها بمساعدة علماء ومعاهد في الدول الأوروبية, حتى تم جمع 17 مجلدا, وتم تقديمها إلى الجهات المعنية للتفاوض بشأنها, واستمر هذا التفاوض حولها لنحو عشر سنوات, وكانت المحصلة استجابة إسرائيل للمطالب المصرية وإعادة ما لديها من آثار, وكان ذلك على دفعتين, الأولى في 21 يناير عام 1993, والأخيرة في 31 ديسمبر 1994.
ومن جانب آخر, بدأ المجلس أعمال ترميم عاجلة لبعض المواقع الأثرية في منطقة القنطرة شرق بالإسماعيلية, والتي دمرتها إسرائيل أثناء احتلال سيناء ومدن القناة.
ومن بين هذه المواقع مسرح البيلوزيوم, الذى يعد من أكبر المسارح الرومانية, ويضم مسرحا كبيرا, بجانب كنائس, وحمامات, وقصور, تقدر مساحاتها جميعا بنحو3 كيلومترات مربعة بشمال سيناء, وهى التي دمرتها قوات الاحتلال الإسرائيلى, عندما استخدمت المنطقة الأثرية كمعسكرات لجنودها.
ومن ناحية أخرى, يعلن فاروق حسني وزير الثقافة في 23 يوليو الجاري كشفا أثريا مثيرا في شمال سيناء يؤكد أن الفراعنة عاشوا في الأرض السيناوية, قبل غيرهم, وهو ما يعزز من مصرية المنطقة.
ومن المقرر أن يتم الإعلان أيضا عن اكتشاف مقابر أثرية ترجع لنفس العصر, ومقتنيات هذه المقابر من أوان فخارية وهياكل عظمية, ويضاف الكشف المرتقب إلى آخر مثير تم إعلانه في نفس المنطقة أوائل شهر ابريل الماضي عبارة عن مخلفات زلازل وحمم بركانية بالمنطقة من عصر الهكسوس.
ويتوقع أثريون أن يتضمن الكشف تحصينات عسكرية مدعمة بأبراج دفاعية مستطيلة منذ أيام العصر الفرعوني بما يعكس أن المصريين القدماء عاشوا في المنطقة, وعملوا على حمايتها من أية تدخلات خارجية
**********************************
الأهرام 10/9/2008م السنة 133 العدد 44473 عن خبر بعنوان [ آثار مصر المنهوبة في إسرائيل ] بقلم : عاطف الغمري
عن طريق الصدفة البحتة, كانت وحدة جندي الاحتياط الاسرائيلي أيدو ديسينتشيك مرابطة في أبو رديس في سيناء في يوليو1969, وصدر امر للوحدة بتوفير حراسة لوزير الدفاع موشي ديان, الذي وصل إلي سرابيط الخادم في جنوب سيناء, ولحقت به الوحدة التي وجد أفرادها ديان منهمكا هو وصديق له في أعمال تنقيب عن الآثار, ولم يكن مايقوم به ديان مهمة عسكرية, بل عمل يتصل بالآثار.
يقول أيدو: إنهم شاهدوا الكنوز الأثرية التي يريد ديان أخذها, وأثناء عودة الوحدة إلي موقعها, قال احد أفرادها: لقد وفرنا الأمن للجريمة, وكنا مثل المشاركين في أفلام السينما: لصوص داخل البنك وآخرون خارج البنك لتغطية السرقة, لقد تحقق الجنود من حقيقة ماشاهدوه, بينما أغلق الجنرالات عيونهم عن السرقة.
هذه الواقعة مصدرها خبير اسرائيلي متخصص في الآثار بالإضافة إلي مصادر أخري كلها اسرائيلية, وجاءت الواقعة في دراسة كتبها راز كليتر المسئول بإدارة الآثار في اسرائيل وقرر مسئوليته عن كل ماجاء فيها, ووصفها بأنها اعتمدت علي مصادر موثوق فيها, وعلي كتابات, وشهود عيان, لم يكن لأي منهم أي موقف عدائي من ديان, بل منهم من ظل وثيق الصلة به إلي آخر يوم من عمره.
فيما بعد دخل أيدو ديسينتشيك شاهد العيان علي هذه الواقعة, في جدل مع والده الذي كان رئيسا لتحرير صحيفة معاريف لنشرها في صحيفته, لكن الاب رفض النشر وقال لابنه ان ما اخبرتني به ليس مفاجأة لي,, فديان قادر علي ارتكاب أي فعل سيئ وعلينا ان نتقبله كما هو ولن ننشر شيئا من هذا عنه.
كان يوري ياروم قائد الهليكوبتر التي نقلت القطع الأثرية التي نهبها ديان شاهد عيان آخر علي سرقات ديان التي بدأت منذ احتلال اسرائيل سيناء عام1956, وقد أصدر ياروم كتابا بعنوانJollywings أشار فيه إلي ما سماه العمليةSteines إلي ديان باعتباره احد المسئولين عن هذه العملية التي استخدمت فيها طائرات هليكوبتر عسكرية جديدة لنقل الآثار الثقيلة الوزن من سيناء, من بينها مسلة ظهرت صورتها في كتاب ياروم.
هبطت الطائرة التي يقودها ياروم في أبو رديس وهناك طبقا لروايته كشف لنا قائد المعسكر عن مهمتنا وهي الوصول إلي اطلال سرابيط الخادم في جنوب سيناء وهي نقل قطع من الحجارة لها قيمة أثرية, ثم الهبوط بها في أبو رديس ومن هناك تنقل إلي إسرائيل.
ويقول ياروم ان عملية النهب تمت في حضور اثنين من الضباط ذوي الرتب العالية هما ييكوئيل آدم وأوزي ناركيس وشارك نحو20 جنديا في نقل المسروقات إلي الطائرة العائدة إلي اسرائيل.
وطبقا لما ذكره ياروم فقد أصيبت قطعة أثرية بها نقوش وعليها وجه هاتور, بتلف عند نقلها إلي عربة نقل عسكرية.
ومعظم هذه القطع وصلت إلي مقتنيات الجامعة العبرية لكن بعضها وجد طريقه إلي المجموعة الخاصة بديان.
واستعان ديان بالبروفيسور ريفايل جيفيون من جامعة تل أبيب في التحقق من أصالة القطع الأثرية المصرية, وفك شفرة الحروف الهيروغليفية, وقد ذكر جيفيون ان ديان جمع مجموعة كبيرة ومهمة من الاثار.. نتابع روايات المصادر الإسرائيلية التي تتفق جميعها علي حدوث النهب الاسرائيلي ومنهم الصحفي نافتالي لافي الذي اختاره ديان مستشارا اعلاميا له في أواخر ايامه, ويوصف لافي بانه كان مقربا من ديان ومتعاطفا معه ولذلك لايمكن ان يقول عنه احد انه يتعمد تشويه ذكراه.
وفي حديث صحفي أدلي به لافي لابرام كوهين في علي همشمار هناك قصة شهيرة حول سرابيط الخادم حيث أحضر ديان معه ضباطا من الجيش ليحملوا قطعة أثرية من هناك, وقد سألته ذات مرة عن هذه القطعة, فقال لي انها قطعة أثرية لها قيمة فنية عالية وان المصريين لم يتعاملوا معها باهتمام. وبدلا من تركها في مكانها للدمار فلنضعها نحن في متحف.
ويعقب كليتر مسئول الآثار الإسرائيلي علي ادعاء ديان فيقول: في الحقيقة, لم يكن هناك أي تهديد بالدمار لآثار سرابيط الخادم, باستثناء تصرفات ديان وماقام به من نهب لآثار لم تصل للعرض في أي متحف.
ويضيف كليتر ان ديان استطاع خلال ثلاثة عقود من1951 ـ1981, الاستحواذ علي مجموعة كبيرة من الآثار حصل عليها من عمليات تنقيب غير قانونية, بالاضافة إلي مبادلات وشراء وبيع آثار في اسرائيل وفي الخارج, ونشاطات ديان معروفة في اسرائيل, لكن لم يجر أي تحقيق حولها من الناحية الاثرية, وبقي كثير من أفعال ديان غير معروف في الخارج وان كانت مصادر يهودية قد اشارت اليها في أقوال متفرقة