يخوض أسطورة كرة القدم دييجو أرماندو مارادونا مقامرته الأخيرة كمدرب للمنتخب الأرجنتيني في تصفيات كأس العالم ، حين يقود بلاده في آخر مباراتين بتصفيات أمريكا الجنوبية حيث يستضيف بيرو السبت قبل الخروج لمقابلة أوروجواي الأربعاء.
ويأتي اللقاء ولم يتبق لمارادونا سوى رصاصة واحدة في مخزن مسدسه الذي استنفد سعته على مدار التصفيات بنتائج مخيبة أبرزها سقوط تاريخي في بوليفيا 1-6 وخسارة مدوية بين أنصاره من الجارة اللدودة البرازيل 1-3 ما جمد رصيد الفريق عند 22 نقطة في المركز الخامس المؤهل إلى الملحق مع رابع منطقة أمريكا الشمالية والوسطى "كونكاكاف".
وأمام إدراك مارادونا تعقد موقف فريقه في التصفيات، خاصة خلال الجولتين الماضيتين حين خسر من البرازيل وباراجواي، قرر المدرب إجراء ثورة في تشكيله باستبعاد لاعبين اعتاد الاعتماد عليهم مثل المخضرم خافيير زانيتي والجناح الصاعد خيسوس داتولو.
وعلى الجهة الأخرى، قرر المدرب الاستعانة بصانع ألعاب كلاسيكي مثل بابلو أيمار نجم بنفيكا البرتغالي، وهو ما يعتبر تعويضا للفجوة التي خلفها قرار خوان رومان ريكيلمي بالابتعاد عن المنتخب طالما بقي مارادونا مديرا فنيا.
كما خضع مارادونا للضغوط الإعلامية وقرر للمرة الأولى استدعاء جونزالو إيجواين مهاجم ريال مدريد الإسباني في رد على غياب رأس حربة هداف منذ ابتعاد المخضرم هرنان كريسبو عن تشكيل المنتخب، واعتزال سلفه جابرييل باتيستوتا.
وتأتي مباراة بيرو السبت كعودة للأرجنتين إلى ملعب المونومنتال بالعاصمة بوينوس أيرس بعد أن خاضت مباراة البرازيل بمدينة روساريو، حيث تشهد فرصة أخيرة لمارادونا في الرد على منتقدي عدم تحقيقه نتائج إيجابية في ظل اكتظاظ فريقه بنجوم مثل ليونيل ميسي الذي يبدو عاجزا عن توظيفه بالشكل الأنسب ليقدم نفس مستواه مع برشلونة الإسباني.
إلا أن مارادونا بدا رافضا للضغوط ، حيث صرح هذا الأسبوع أنه لا ينوي الاستمرار في منصبه إلا "بشروط" يحددها هو، وهو ما اعتبره البعض زيادة الطين بلة على أساس أن في ذلك إشارة لخلافات بينه وبين سكرتير الاتحاد الأرجنتيني كارلوس بيلاردو.
ويدرك لاعبو الأرجنتين وعلى رأسهم ربان الوسط خافيير ماسكيرانو حتمية الفوز على بيرو في ظل احتدام المنافسة على التأهل مباشرة للنهائيات، وهو ما دفع لاعب ليفربول الإنجليزي للتصريح قائلا "ليس أمامنا سوى الفوز على بيرو، صحيح أنه فريق ليس لديه ما يخسره، ولكنهم يريدون صناعة التاريخ".
وبعيدا عن كابوس عدم التأهل الذي يؤرق الأرجنتينيين، مازال الصراع على البطاقة الرابعة المؤهلة مباشرة للنهائيات محتدما، بعدما بدت البطاقة الثالثة في متناول تشيلي صاحبة 27 نقطة والتي تستعد للحاق في النهائيات بالبرازيل المتصدرة (33) ووصيفتها باراجواي (30).
وتبدو الإكوادور المرشح الأول لاقتناص البطاقة الرابعة حيث تحتل المركز الرابع برصيد 22 نقطة وتتحصن بجماهيرها السبت في لقاء مصيري أمام أوروجواي (21) والتي مازالت تحلم بإحياء آمال الماضي الذي شهد فوزها بلقبين لكأس العالم.
إلا أن مهمة الإكوادور قد تبدو صعبة في الجولة الأخيرة حين تحل ضيفة على تشيلي التي قد تكون لم تحسم بعد التأهل في كولومبيا حين تزورها السبت، حيث يحتاج الكولومبيون (20 نقطة) إلى الفوز للإبقاء على أي أمل للتأهل، خاصة أنهم يختتمون التصفيات بزيارة صعبة إلى باراجواي.
أما فنزويلا (21 نقطة) والتي تتأخر عن اوروجواي بفارق الأهداف، فتبدو أضعف الطامحين حظا في الترشيحات حيث تلاقي أقوى فريقين في التصفيات، حين تستضيف باراجواي ثم تزور البرازيل، إلا أن حلم التأهل للمرة الأولى يبقى مسيطرا على هدافها جانكارلو مالدونادو ورفاقه.
وتجدر الإشارة إلى أن منتخبي بيرو (10) وبوليفيا (12) هما فقط من فقد أمل التأهل للنهائيات، في حين تتنافس ستة منتخبات على مقعدين مباشرين، ونصف مقعد في صورة الملحق.