كيف تصلى صلاه الاستخاره؟ وكل شئ عنها

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ..
ينبغي للمؤمن أن يقوي علاقته مع ربه سبحانه وتعالى .. ومن الأمور التي تقوي علاقة المؤمن بربه جل وعلا ( صلاة الاستخارة )


فأنت تطلب من الله أن يختار لك خير الأمرين .. لأنه يعلم بما تؤول إليه الأحوال .. ويعلم عواقب الأمور ..



يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ما ندم من استخار الخالق ، وشاور المخلوقين ، وثبت في أمره .

فهذه الكلمات تعلمنا كيف نتخذ القرار المناسب : تشاور الخلق ثم تثبت على رأي معين ثم تستخير ثم تقدم على ما عزمت عليه ..



وسأتكلم في هذا الموضوع عن صفة صلاة الاستخارة - ومتى تكون الاستخارة - ما الأمور التي نستخير فيها والأمور التي لا نستخير فيها - كيف نعرف نتيجة الاستخارة ..


صفة صلاة الاستخارة :
قال جابر رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن



يقول : " إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل : اللهم إني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعيشتي وعاقبة أمري (أو قال : في عاجل أمري وآجله ) فيسره لي ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعيشتي وعاقبة أمري ( أو قال : في عاجل أمري وآجله ) فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به ، قال : ويسمي حاجته " أخرجه البخاري

* وهي مسنونة فليست واجبة .
* تقول دعاء الاستخارة بعد التشهد الأخير وقبل السلام وهو قول ابن عثيمين رحمه الله .. وقيل : تدعو بعد السلام وهو قول الشيخ ابن باز رحمه الله على ما أذكر والله أعلم .. فالخلاف في هذه المسالة واسع لكني أميل للقول الأول .. وإن احتاجت المرأة لصلاة الاستخارة وهي في دورتها الشهرية فإنه يكفيها الدعاء



وهنا قاعدة: [ ما ورد من الأذكار يكون بعد السلام .. وما ورد من الأدعية يكون قبل السلام ]


وهذه القاعدة قررها شيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ محمد بن عثيمين رحمهما الله وإليك بعض الأمثلة لتوضيحها ..


مثلا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يا معاذ إني أحبك ، فلا تدع دبر كل الصلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " أو كما قال ...
فهذا الذي ورد دعاء وليس بذكر فتقوله قبل السلام من الصلاة



ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى الصحابة في دبر كل صلاة أن يكبروا الله 33 وأن يحمدوه 33 وأن يسبحوه 33 وأن يقولوا تمام المائة ل إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير .. والحديث في الصحيحين


فهذا الذي ورد ذكر ولي دعاء .. فتقوله بعد السلام من الصلاة..


قال أبو بكر : يا رسول الله علمني دعاءا أدعو به في صلاتي . فقا ل : " قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم " أخرجه البخاري .



فهذا الذي ورد دعاء وليس بذكر .. فتقوله قبل السلام من الصلاة وطبعا بعد التشهد الأخير



* في الحديث تستبدل كلمة ( هذا الأمر ) بالشئ الذي تستخير له
ولو كنت تستخير للزواج بامرأة تقول ( (اللهم إني استخيرك بعلمك......اللهم إن كنت تعلم أن في زواجي من فلانة الفلانية خير لي.... ) << انتبه ما تقول فلانة الفلانية بل تقول اسمها وعائلتها .



متى تكون الاستخارة ؟؟



الاستخارة تكون عندما تعزم على فعل أمر ( شراء بيت - شراء أرض - زواج ... الخ )



يعني الاستخارة تكون قبل ما تتخذ القرار



وكيف تتخذ القرار ؟؟



تستشير أولا .. فإذا انتهيت إلى نتيجة معينة وعزمت على فعلها فإنك تستخير ثم تقدم على ما عزمت عليه .



ما الأمور التي نستخير فيها والأمور التي لا نستخير فيها ؟؟



اعلموا أن الأمور الواجبة والمستحبة لا يستخار فيها بل تفعلها بلا استخارة



واعلموا أن الأمور المحرمة والمكروهة لا يستخار فيها بل لا تفعلها بلا استخارة



وعلى هذا فإن الاستخارة تكون في الأمور المباحة ..
وتكون الاستخارة في المستحبات إذا تعارضت عندك ولا تعرف ما تقدم منها وما تؤخر ..
وتكون الاستخارة في الطاعات من جهة أخرى فمثلا أنت في الرياض وستسافر إلى الدمام لزيارة أمك ..
فهذه طاعة فأنت لا تستخير في مبدأ هذا الفعل ( هل أزور أمي أو لآ ) بل تستخير في توقيت ذهابك لها ( هل أزورها يوم الأربعاء أو الخميس.. )



كيف نعرف نتيجة الاستخارة ؟؟



قال النووي في كتابه الأذكار : يفعل ما ينشرح به صدره .. ويدل لذلك حديث أنس " إذا هممت بأمر فاستخر ربك سبعا ثم انظر إلى الذي يسبق في قلبك فإن الخير فيه " لكنه حديث ضعيف جدا فلا حجة فيه كما قال ابن حجر



وقيل : إذا عزمت على فعل أمر من الأمور .. استخر الله ثم أقدم على فعله .. فإن كان خير فسيسهله الله عليك وإن كان غير ذلك فسيصرفك الله عنه.



وقيل : إذا أردت فعل شئ استخر أولاً فإن ارتاح قلبك فأقبل عليه وإن ضاقت نفسك فأعرض عنه
وإن لم يتبين لك شئ فأعد الاستخارة حتى إذا صليت ثلاث مرات ولم يتبين لك شئ .. فاستشر وبعد الاستشارة تتخذ القرار الذي تراه مناسبا .. واتخاذك للقرار هو نتيجة الاستخارة .. ( ابن عثيمين في شرحه على رياض الصالحين ) وقيل : إذا أردت فعل أمر من الأمور استخر الله تعالى ثم استشر بعد ذلك ومتى انشرح صدرك لأحد الأمرين فذلك هو علامة أن الله اختار لك ذلك الشئ . ( فتاوى اللجنة الدائمة )


ولأن هذه المسألة مهمة جدا فقمت بإرسال رسائل إلى مجموعة من المشايخ ..

وكان نص الرسالة :
{السلام عليكم ورحمة الله
شيخنا الحبيب
كيف أعرف نتيجة الاستخارة ؟ }
فكانت أجوبتهم كالتالي :
الشيخ ناصر العمر : { الارتياح }



الشيخ أحمد القاضي : { الاستخارة لا ينتظر لها علامة محسوسة بل يمضي العبد فيما استخار الله فيه ، لأنه إن كان خيرا أتمه الله له وإن كان شرا حال الله بينه وبينه }



الشيخ سليمان الحصين : { الاستخارة : طلب خيرة الله للإنسان عن طريق الصلاة فإذا عزمت على فعل شئ فصلِ ثم أقدم فإن كان خيرا يسره الله وإلا صرفه عنك }



الشيخ ياسر الربيع : { وفقك الله .. إذا مالت نفسك لأحد الأمرين ورأيت أموره تسهلت وانشرح صدرك له }



الشيخ يوسف الأحمد : { امضِ على ما استخرت عليه فإن مضيت فهو الخير وإن صرفت عنه فهو الخير }



الشيخ طارق الحواس : { الذي يقع ويمضي بعد الاستخارة هو نتيجتها وما اختاره الله للإنسان }



الشيخ خالد السبت : { تقدم أو تحجم حسب المعطيات المتوفرة والله لن يضيعك }



فأرسلت له : { يعني لا أعلق نتيجة الاستخارة على ارتياح القلب ؟!
يعني إذا عزمت على الأمر استخير الله ثم أقدم عليه }



فأجاب : { لكن قد يجد الإنسان انصرافا للقلب عنه بعد إقبال أو العكس ، فلا يقدم على أمر لا رغبة له فيه وعنده سعة }



الشيخ عبدالسلام الحصين : { نتيجة الاستخارة هي الرضا والتسليم بما قسم الله لك }



فأرسلت له : { لكن هل أقدم على ما عزمت عليه أم على استرواح القلب ؟ }



فأجاب : { نعم أقدم على ما عزمت عليه إن كنت مرتاحا له فإن كان خيرا فسييسره الله وإن كان شرا دفعه عنك وصرفه }


من خلال عرضي لأقوال أهل العلم التي توصلت إليها ومن خلال مراسلتي لبعض طلبة العلم

وكذلك من خلال تأملي للحديث يتبين ليأن الإنسان إذا اراد فعل أمر من الأمور فإنه يفكر في ذلك الأمر ويدرسه من جميع الوجوه ويستشير

أن الإنسان إذا اراد فعل أمر من الأمور فإنه يفكر في ذلك الأمر ويدرسه من جميع الوجوه ويستشير
فإذا اتخذ القرار الذي يراه مناسبا فإنه يستخير الله ثم يقدم على ما قرره ..

ولكن ربما بعد ما تستخير تجد انصرافا عن ذلك القرار كأن لا تكون لك الرغبة في الإقدام على ذلك الفعل ..فهذا الأمر يصرفك عن الاستخارةكيف توصلت إلى هذه النتيجة ؟؟


اقرأ وتأمل معي


اقرأ وتأمل معي

( إذا هم أحدكم بالأمر ) أي إذا عزم على فعل أمر ما .. والعزيمة لا تكون إلا بعد اتخاذ القرار .. واتخاذ القرار لا يكون إلا بعد دراسة ومشاورة .


( فيسره لي ثم بارك لي فيه ) فإن كان في التقدم لذلك الأمر خيرا فسيسهله الله لك .. والتسهيل يكون بعد الإقدام على الفعل ..( فاصرفه عني واصرفني عنه ) الله سبحانه وتعالى إذا علم أن في إقدامك على هذا الأمر شر لك فسيصرفك عنه .. والصرف يكون بطريقين :


( فاصرفه عني واصرفني عنه ) الله سبحانه وتعالى إذا علم أن في إقدامك على هذا الأمر شر لك فسيصرفك عنه .. والصرف يكون بطريقين :الطريق الأول : أنك بعد الاستخارة تشعر بعدم الرغبة أو تشعر بضيق في صدرك إذا اقبلت على هذا الأمر << وانظروا إجابة الشيخ خالد السبت .
الطريق الأول : أنك بعد الاستخارة تشعر بعدم الرغبة أو تشعر بضيق في صدرك إذا اقبلت على هذا الأمر << وانظروا إجابة الشيخ خالد السبت .الطريقة الثانية : أنك بعد الاستخارة لا يتبين لك شئ وتشعر أن أمورك طبيعية .. فتقدم على ذلك الأمر .. وبعدها ستغلق الأبواب أمامك وتضيق الأمور وفي النهاية لن تخلص إلى ما تريد ..


الطريقة الثانية : أنك بعد الاستخارة لا يتبين لك شئ وتشعر أن أمورك طبيعية .. فتقدم على ذلك الأمر .. وبعدها ستغلق الأبواب أمامك وتضيق الأمور وفي النهاية لن تخلص إلى ما تريد ..طبعا الطريقة الأولى أرجو أن لا يعمل بها الوسواسين .. وهذه الوساوس تكثر في جانب النساء .


طبعا الطريقة الأولى أرجو أن لا يعمل بها الوسواسين .. وهذه الوساوس تكثر في جانب النساء .

ومن أخطاء الناس أن كثيرا منهم يكون مترددا في اتخاذ القرار فيقول ( استخير الله وأشوف ) وهذا الفعل غير صحيح لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا هم أحدكم ) والهم هنا بمعنى العزم .. وبالتالي فإن الشاك والمتردد لا يسمى عازما ..


ومن هنا نعرف خطأ كثير من الفتيات مثلا في رد من تقدم لهن بحجة ( عدم ارتياح القلب ) والسبب في ذلك أن الاستخارة وقعت في حال التردد والحيرة في اتخاذ القرار ..


هذا ما تيسر كتابته وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
منقول للامانه ويارب الجميع يستفاد
اللهم اجعله فى ميزان حسناتى
اللهم امين