"المسح علي الجوربين" من سمات أهل السنة

بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله, أما بعد:

المسح علي الجوربين من سمات أهل السنة, فقد قال أحد السلف: "إذا رأيت من يمسح علي خفيه فاعلم أنه صاحب سنة" والمسح علي الجوربين تأخد نفس أحكام المسح علي الخفين.

ولكن للأسف هناك الكثير لايعلم أنه لايستلزم عليه أن ينزع جوربيه عند الوضوء ويكفيه مسحهما بباطن الكف فقط علي السطح العلوي للقدم, فيعسر علي نفسه الوضوء, وذلك بشرط أن يكون لبسهما علي طهارة حتي يجوز له المسح.

ومما دعاني لأكتب هذا الموضوع هو أنني في إحدي المرات كنت أتوضأ في أحد المساجد إستعدادا للصلاة وكنت وقتها مرتدي جوربا فمسحت عليهما, فرآني أحد كبار السن وإستنكر فعلتي هذه وقال لي: "قصدك أنتم حتي وضوءكم مش زينا ؟!!", مما أشعرني أنني من فئة قادمة من كوكب آخر.

فهذه رخصة من الله عزوجل لايعلمها الكثير من الناس,وقد ثبت في الحديث: إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه. , وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والديار { رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم } ).

وهذا بحث في جواز المسح علي الجوربين نقلته إليكم بإختصار من كتاب "المسح علي الجوربين" للشيخ الألباني رحمه الله تعالي, أسأل الله الإخلاص وأن يجعله في ميزان حسناتي.....


اعلم أن اصل كل حكم شرعي هو الكتاب الكريم لأنه اصل الأصول ومأخذ المآخذ, فإذا علمت ذلك فمسألتنا هذه - مسألة المسح على الجوربين - أصلها في الكتاب الكريم من عموم قوله تعالي: وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم , أما في السنة فيوجد الكثير مايثبت جواز المسح علي الجوربين....

واعلم أن أحاديث هذا الباب منها ما يستفاد جواز المسح على الجوربين من عمومه ومنها ما يستفاد من خصوصه, فمن ( النوع الأول ) وهو ما يستفاد من عمومه وإطلاقه جواز المسح على الجوربين حديث ثوبان رضي الله عنه قال الإمام أحمد رحمه الله في مسنده : حدثنا يحيى بن سعيد عن ثور عن راشد بن سعد عن ثوبان قال : ( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأصابهم البرد فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم شكوا إليه ما أصابهم من البرد فأمرهم أن يمسحوا على العصائب والتساخين ) رواه أبو داود.

وعن عاصم الأحول قال : رأيت أنس بن مالك مسح على جوربيه.

وعن ابن عمر قال : بال عمر بن الخطاب يوم جمعة ثم توضأ ومسح على الجوربين والنعلين وصلى بالناس الجمعة.

وعن يحيى البكاء قال : سمعت ابن عمر يقول : المسح على الجوربين كالمسح على الخفين.

قلت : فبعد ثبوت المسح على الجوربين عن الصحابة رضي الله عنهم : أفلا يجوز لنا أن نقول فيمن رغب عنه ما قاله إبراهيم هذا في مسحهم على الخفين :
( فمن ترك ذلك رغبة عنه فإنما هو من الشيطان ) رواه ابن أبي شيبة.

روي عن التابعين في المسح على الجوربين عدة آثار : أخرج الإمام ابن حزم رضي الله عنه في كتاب المحلى عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال : الجوربان بمنزلة الخفين في المسح.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في المسح على الجوربين:
قال رحمه الله في فتاويه : يجوز المسح على الجوربين إذا كان يمشي فيهما سواء كانت مجلدة أو لم تكن في أصح قولي العلماء . ففي السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على جوربيه ونعليه.

أما ماقيل في المسح علي الجورب المخرق:
فقد صح عن الثوري أنه قال :
( امسح عليهما ما تعلقت به رجلك وهل كانت خفاف المهاجرين والأنصار إلا مخرقة مشققة مرقعة ؟ )

وقال ابن حزم :
( فإن كان في الخفين أو فيما لبس على الرجلين خرق صغير أو كبير طولا أو عرضا فظهر منه شيء من القدم أقل القدم أو أكثرها أو كلاهما فكل ذلك سواء ).

المسح على الجوربين أثر عن الصحابة منهم عمر بن الخطاب وعلي وأبي مسعود والبراء وأنس وأبي أمامة وسهل وعمرو بن حريث وابن عباس وابن عمر وابن أبي وقاص وعمار وبلال وابن أبي أوفى والمغيرة وأبي موسى رضي الله عنهم .
ومن التابعين عن قتادة وابن المسيب وابن جريج وعطاء والنخعي والحسن وخلاس وابن جبير ونافع رحمهم الله تعالى.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منقوووووووووووووووووووووووووووول