أكد تقرير حقوقي صدر أخيراً أن الحياة السياسية المصرية اختزلت في الصراع بين الحزب الوطني وجماعة الإخوان المسلمين في ظل غياب جميع الأحزاب السياسية
وذكر التقرير الذي أصدره المركز المصري للتنمية والدراسات الديمقراطية بعنوان «نفق مظلم ومصابيح قليلة» أن انتخابات الشوري رسخت لفكرة وجود جماعة الإخوان المسلمين، باعتبارها القوة المعارضة الرئيسية، بفضل صلابة تنظيمها وقدرتها المالية.
وأوضح التقرير أن انتخابات الشوري الأخيرة عمقت إحساس المواطن المصري بعدم جدوي المشاركة، نظرا لفقدانه الثقة في نتائج الانتخابات بعد كل التدخلات الإدارية والأمنية، وهو ما انعكس بوضوح علي نسبة مشاركة الناخبين في عملية التصويت، التي لم تتجاوز في أحسن أحوالها ١٥%.
أكد التقرير أن تقليص الإشراف القضائي علي الانتخابات لن يساهم في تعميق مفهوم المشاركة، بل سيكون عائقا لا يمكن تجاوزه أمام أي إصلاح سياسي أتي عبر انتخابات حرة وعادلة ونزيهة.
واعتبر التقرير نتائج انتخابات الشوري الأخيرة جاءت دليلا علي انحسار دور أحزاب المعارضة في الشارع المصري، وأن الحياة السياسية في مصر باتت مقصورة علي الصراع بين الدولة وحزبها الحاكم من ناحية، وجماعة الإخوان المسلمين من ناحية أخري، فمن بين ٢٤ حزبا مسجلة رسميا بالإضافة إلي ٩ أحزاب تحت التأسيس، تمثل ألوان الطيف السياسي في مصر، لم يشارك سوي ستة أحزاب وبعدد محدود من المرشحين بلغ ٤٢ مرشحاً من بين ٧٩٤ مرشحاً.
وأوضح التقرير أن الانتخابات الأخيرة اتسمت بدعاية وشعارات دينية عديدة، واستخدام الدين كأداة لخدمة المصالح السياسية، سواء كان ذلك من قبل كتلة الإخوان المسلمين أو من قبل أعضاء الحزب الوطني، ولفت إلي أن هذا يعد مفارقة مع خطاب الأمين العام للحزب الوطني الذي طالب باستبعاد عدد من المرشحين المنافسين لاستخدامهم الشعارات الدينية في الدعاية، وفي الاتجاه نفسه استخدم الأقباط الذين خاضوا الانتخابات الكنائس في الدعاية الانتخابية.
وأضاف التقرير أنه المدقق في الساحة المصرية خلال السنوات الماضية سيلحظ بكل سهولة حالة الغياب السياسي للأقباط، وضعف تمثيلهم في المجالس النيابية المنتخبة، وهي الحالة التي بدأت في الظهور بجلاء منذ ثورة يوليو ١٩٥٢.
ورصد التقرير أن انتخابات التجديد النصفي للشوري أكدت ضعف الأحزاب السياسية كافة، وعدم قدرتها علي ترشيح كوادر نسائية لتمثيل الحزب، فلم يكن هناك سوي مرشحة واحدة عن الحزب الوطني في الوادي الجديد، ولم يظهر أي وجود للمرأة علي قوائم أي من أحزاب المعارضة، بما فيها حزب التجمع، الذي داوم علي الاهتمام بتواجد المرأة علي قوائمه في جميع المعارك الانتخابية.