مهما قالو عن حجابي

مقال للأستاذة / شروق محمد
عندما قادت النساء في مظاهرتها الشهيرة بأحد الميادين الرئيسية في العاصمة المصرية القاهرة عام 1919م..واجتمعت حولها النساء يهتفن ضد الاحتلال الإنجليزي..وجدت من يجتمع عليها وينساق وراءها ويستدرج في شرك المسرحية التي سبق إعدادها ، فتجتمع النساء أمام الثكنات العسكرية الإنجليزية بقصر النيل بقيادة صفية زغلول ، ويقمن بنزع الحجاب ثم حرقة بصورة جماعية ، وكأن الاحتلال هو الذي سبق وفرض عليهن الحجاب ، وكأن الحرية والتحرر لا تكون إلا بنزع لباس الحشمة والوقار عن النساء ، والانطلاق بالشوارع في سفور وتبرج..
نعم لقد استجابت الكثيرات آنئذٍ لها ، وانطلقت الدعوات والحركات النسوية التي تدعو للسفور على أثرها..ولكن هذا كان في طور مبكر من عمر الشعوب العربية الإسلامية التي كانت لا تزال تنظر بانبهار وتعجب لأضواء الحضارة الغربية..وانساقت هذه الشعوب وراء كل ناعق بفكرة غربية أو دعوة مستغربة تجرب وتعتنق وتحاول وتستهلك..وأخيراً أدركت هذه الشعوب فشل هذه البدائل وعقمها وخوائها..وسقطت هذه الدعوات الواحدة تلو الأخرى ، ليس فقط في البلدان التي استقبلتها واستهلكتها بل في مواطنها الأصلية وفي عقر دارها..
"الحجاب شكل مفروض على المرأة"
لقد بات واضحاً أن الإسلام هو الخيار الاختياري للشعوب..وها هي المرأة المحجبة لا تكاد تخطئها العين في الجامعات والمعامل والمصانع ..في المساجد والمكاتب والمكتبات..في الأزقة والأروقة والشوارع والطرقات ، بل وحتى على ساحات الإعلام ووسائطه المقروءة والمسموعة والمرئية والتي كانت موجهة في الأساس لنشر التبرج والسفور والقيم اللادينية في المجتمع..
وليس أدل على انتصار الفكر الإسلامي ما تشنه القوى المعادية من حملات شرسة بين الحين والآخر ، ما بين هجوم مجترئ لا يسمع في النهاية إلا صدى صوته أو من خلال حملات منظمة يتنصل منها أصحابها قبل أن تؤتي ثمارها .
وهذه الحملات ليست إلا دلالة واضحة على أن الخيار الإسلامي أصبح هو خيار الشعوب المسلمة..
هو الخيار الاختياري الذي لم يعلنه حاكم ولم تفرضه سلطة..
هو الخيار الذي جعل القلة الباقية من العلمانيين يستصرخون من ظاهرة المد الإسلامي التي تحاصرهم وتنذر بفنائهم..
هو الخيار الذي دعا الملياردير النصراني نجيب ساويرس يقول: "أشعر بالغربة كلما سرت في الشارع المصري الذي كاد يتحول إلى صورة مشابهة للشارع الإيراني( في إشارة إلى انتشار الحجاب بصورة ملفتة) كما إنني لا أستطيع أن أمد يدي لمصافحة امرأة خشية أن أتعرض للحرج.."
هو الخيار الذي دعا لأن تتحول الأغلبية العظمى من محلات الأزياء ومصانع ملابس العري إلى محلات تعرض أزياء المحجبات وتتفنن في صناعتها ، بعد أن أصبح الزي الإسلامي هو الأكثر مبيعاً وانتشاراً..
هو الخيار الذي جعل الشعب التركي الذي فُرضت عليه العلمانية المذلة منذ زمن ، يختار حكومة ذات توجهات إسلامية تضع قضية الحجاب في أولوية أجندتها المطروحة ، ويختار رئيساً يؤمن بقضية الحجاب فعلاً لا قولاً فتكون زوجته "خير النساء" هي أول امرأة محجبة تدخل قصر الرئاسة منذ ما يقرب من قرن من الزمان ، ويصدر البرلمان التركي قانوناً بالسماح للمحجبات بالدخول إلى الجامعات والمصالح الحكومية ، ليفزع من بعد فلول العلمانية في تركيا ويلوذون بمقبرة كبيرهم ( مصطفى كمال أتاتورك) ويستغيثون به استغاثة ميتٍ بميت واستصراخ زائلٍ بزائل..
"الحجاب مظهر لا صلة له بالجوهر"
** وأقول لمن يدعي أن الحجاب لا يعنى إلا بالمظهر ، وأن الأهم هو طهارة القلب وعفة النفس ، لماذا لا نسمع الحديث عن المضمون والجوهر الطيب وسلامة القلب إلا في قضية الحجاب..وكل قضاياهم ووسائلهم ودعواهم لا تهتم ولا تعني إلا بالمظهر الخارجي( بيوت الأزياء.. أدوات التجميل.. جراحات التبديل والتكميل). ثم كيف لي أن أعرف الجوهر الطيب والمضمون السليم بدون ظاهر خارجي نقي محتشم يدل عليه ويؤكده..ثم من أين تتوافر الطهارة والعفة ، والمظهر ناقص ومشوه..وكيف تحفظ المرأة عفتها وطهارتها وهي مستباحة لكل ناظر ومتاحة لكل متطاول..البيت يعرف من عنوانه وإذا لم يتكامل المظهر الصحيح والجوهر الناصع أصبح الناتج جنيناً مشوهاً لا قيمة له..
الحجاب في الإسلام مظهر خارجي يقود صاحبته للالتزام بقيم الإسلام كافة..فإذا انحرفت محجبة عن قيمها الدينية فهي ليست حجةً على الحجاب..وإن ترفعت متبرجة عن الدنايا فهي ناقصة اختارت أن تنتقص من مظهرها حتى وإن سلم جوهرها وحسنت نواياها..
"الحجاب عائق للمرأة عن العلم والعمل"
** يتحدثون عن الحجاب أنه هو الذي يعوقها عن التعليم والعمل والخروج إلى الحياة ، في حين أن الحجاب هو الوسيلة الوحيدة للارتقاء بالمرأة ، الحجاب هو الذي يحولها من أداة للفتنة والافتتان فيستر عنها ما يجب ستره ولا يبقي منها غير عقلٌ تحاوره وخلقٌ تعامله..فإذا كنتم تقصدون منها العقل والخلق ، فهذا ما لا يحجبه حجاب ولا يمنعه ساتر ، وإن كنتم ترغبون منها غير ذلك فذلك موجود وبوفرة في أوكار الدعارة والمواقع الإباحية والقنوات التي تروج الفاحشة ، ولن تجدونه للأسف عند المرأة المحجبة الملتزمة..
الحجاب لم يكن عائقاً أمام علمها وعملها الذي يناسبها ، الحجاب لم يمنع المرأة أن تكون معلمة وراوية حديث وفقيهة ودارسة ومعالجة بل ومحاربة تحمل السيف وترمي بالقوس ، ولا ينكر ذلك إلا غافل عن تاريخ أمتنا متغافل عن أسماء لمعت في سمائه ووضعت بصمتها على صفحته ، نسى أو تناسى أسماء بارزة مثل: أم المؤمنين عائشة رضي الله التي حملت لواء نصف الدين ، والشفاء بنت عبد الله التي كانت تعلم النساء القراءة والكتابة والرقية ، ونسيبة بنت كعب ، وأسماء بنت يزيد الأنصارية ، و"السيدة نفسية" أو نفيسة العلم التي تتلمذ على يديها العلماء والفقهاء ومنهم فقيه الإسلام محمد بن إدريس الشافعي صاحب المذهب الشافعي ، وغيرهن الكثيرات..
حتى أن محمد أكرم الندوي الباحث في مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية في بريطانيا ، وضع قاموساً بيوغرافياً للمحدِّثات المسلمات جاء في 40 مجلداً .وقد بدأ بحثه وهو يظن أن عالمات الحديث النبوي الشريف في العالم الإسلامي لا يزدن عن 20 أو 30 امرأة فقاده بحثه إلى اكتشاف 8 آلاف محدِّثة. وبدلاً من أن يضع كتاباً واحداً يحوي سيرهن، وجد أن قاموسه البيوغرافي للمحدِّثات المسلمات استغرق 40 مجلداً.
كل هذا ولم تخلع المرأة حجابها ولم تزج بنفسها في موضعٍ يمتهنها أو يجرح كرامتها..وكذلك لم يكن حجابها حاجباً بينها وبين طلب العلم ونشره بين الرجال والنساء على السواء..
** ولكن للأسف لا يزال البعض يصر على ضلاله وغيه فيروج شعارات مزعومة سقطت منذ زمن عن "الحرية الشخصية" و"حقوق المساواة" و"سلامة الجوهر وسطحية المظهر" وما شابه فيما يختص بقضية حجاب المرأة المسلمة..
هذه الشعارات والدعوات المسمومة هي ذاتها التي عانى ويعاني أصحابها ما جلبته من أمراض وكوارث اجتماعية في منبعها الأصلي..والأمثلة على ذلك أكثر من أن تعد أو تحصى ولكننا نورد ما يلي على سبيل المثال لا الحصر:
- أعلنت فرنسا أن نصف مواليدها في عام 2006م غير شرعيين..
- أظهرت دراسة فيدرالية حديثة أن واحدة من بين كل أربع مراهقات أمريكيات تعاني من مرض جنسي جراء انتقاله إليها عن طريق الممارسات الجنسية..
- تعمل مراكز الأبحاث الطبية في بريطانيا على قدم وساق لابتكار وسائل لمنع الحمل تتناسب مع المراهقات في سن صغيرة..وتمتد لخمس سنوات متوالية..
وتصرخ الصحيفة الأمريكية المعتدلة (هيليان ستانبري) فتقول: "أنصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم ، امنعوا الاختلاط ، وقيدوا حرية الفتاة ، بل ارجعوا لعصر الحجاب ، فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوربا وأمريكا.. لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعـًا مليئـًا بكل صور الإباحية والخلاعة.."
وهذه شهادة مختلفة مغايرة لرجل تبنى شعار تحرير المرأة ووهب حياته لتلك الرسالة بعد أن دفعته إليها دفعاً سيدة كانت بيتها مستراحاً للورد كرومر وأمثاله وهي الأميرة نازلي فاضل ، ها هي شهادته وهو يصارع الموت ويدنو من الأجل بعد أن لم يبقى له من الحياة ما يمكن أن يكفر به عن ذنب سني عمره..يقول قاسم أمين في شهادة تعمدت وسائل الإعلام على تجاهلها بل وإخفائها حتى تمكنت مجلة الاعتصام من نشرها بعد وفاته بما يزيد عن نصف قرن يقول قاسم أمين: " لقد كنت أدعو المصريين قبل الآن إلى اقتفاء أثر الترك بل الإفرنج في تحرير نسائهم ، وغاليت في هذا المعنى حتى دعوتهم إلى تمزيق الحجاب وإلى اشتراك النساء في كل أعمالهم ومآدبهم وولائمهم ..ولكني أدركت الآن خطر هذه الدعوة بما اختبرته من أخلاق الناس ..فلقد تتبعت خطوات النساء في كثير من حياة العاصمة والإسكندرية لأعرف درجة احترام الناس لهن ..وماذا يكون شأنهم معهن إذا خرجن حاسرات فرأيت من فساد أخلاق الرجال بكل أسف ما حمدت الله على ما خذل دعوتي واستنفر الناس إلى معارضتي"( )
نعم أيها القاسم فنحن وبعد مرور أكثر من قرن على دعوتك التي كان المغرضون وأبواق الغرب ينفخون فيها الروح كلما خمدت..نشهد خذلناها ونفرة الجماهير العريضة لمعارضتها بعد أن بات واضحاً أن الإسلام هو خيار الشعوب..

شكرا لك يا أخي

جزاك الله خيرا

جزانا الله واياكى كل الخير

جزاك الله الجنه اخى

وبانتظار المزيد

فارسه الاسلام كتب:: جزاك الله الجنه اخى

وبانتظار المزيد

جزاكى الله خيرا

لكى محبتى فى الله

احبك الذى احببتنا فيه

ياريت اخى

فارسه الاسلام كتب:: احبك الذى احببتنا فيه

ياريت اخى

امين يارب