معركة أكتيوم Battle of Actium كانت الاشتباك الحاسم في آخر حروب الجمهورية الرومانية بين قوات اوكتاڤيان ضد القوات المشتركة لكل من مارك أنتوني وكليوپاترا. وقد نشبت في 2 سبتمبر 31 ق.م.، في البحر الأيوني بالقرب من المستعمرة الرومانية أكتيوم Actium في اليونان. أسطول اوكتاڤيان كان يقوده ماركوس ڤيپسانيوس أگريپـّا, بينما أسطول أنطونيو كان مدعوماً من أسطول محبوبته، كليوپاترا السابعة، ملكة مصر البطلمية.
انتصار أسطول اوكتاڤيان مكنه من استجماع سلطته على روما وممتلكاتها, مما أدى إلى اتخاذه اللقب Princeps ("المواطن الأول") وقبوله لقب أغسطس من مجلس الشيوخ. وكأغسطس قيصر, فكان سيحتفظ بكل سلطات وتشريفات الجمهورية المستعادة، إلا أن العديد من المؤرخين رأوا استجماعه للسلطة واتخاذه الألقاب التشريفية النابعة من انتصاره في أكتيوم كنهاية للجمهورية الرومانية وبداية الامبراطورية الرومانية.
ارهاصات المعركة
هذه قصة ولادة الإمبراطورية الرومانية، بعد الفوضى التي عمت إثر اغتيال يوليوس قيصر وجد اثنان من الرجال الأقوياء أنفسهما يتصارعان فيما بينهما على الحكم في روما، "مارك أنطونيو" السيناتور والشاب الطموح "أوكتافيو" من جهة أخرى.[1]
بعد ثلاثة عشر عامًا حان وقت مواجهتهما الأخيرة في معركة أكتيوم التي سُجلت كواحدة من أهم المنعطفات التاريخية، بعد حرب أهلية طويلة ودموية خرج يوليوس قيصر القائد الروماني الكبير منتصرًا ومتمنيًا عودة السلام أخيرًا إلى روما فخابت تمنياته. ما إن خرج من اجتماع لمجلس الشيوخ حتى تعرض للطعن المميت على يد أربعين من زملاءه الأعضاء في مجلس الشيوخ، ثم أعلن القتلة بزعامة بروتوس وكاسيوس اللذان كانا يومًا من أصدقاء قيصر، أعلنوا فورًا أن هذه العملية كانت انتصارًا للحرية على الطغيان.
بعد ساعات من دفنه عمت الاضطرابات في المدينة التي يسكنها أكثر من مليون شخص، ضحت روما في خطر لوقوعها أسيرة الفوضى، انطلق مارك أنطونيو صديق القيصر الحميم والذي يليه في القيادة لوقف أعمال الشغب ثم حمل عباءته فوق رأس القيصر ودعا للانتقام. أُجبر قتلة القيصر على الهرب من روما، تسلم مارك أنطونيو زمام الحكم بأكمله في روما، كان يتوقع أن تمنحه وصية القيصر السلطة والشهرة اللتين يحتاجهما كي يتمكن من الحكم، ولكن عند قراءة الوصية على مسامع مواطني روما لاحظ مارك أنطونيو أن غالبية أملاك القيصر كما والأهم من ذلك لقبه لم تُترك له بل إلى قريب له مغمور ولا يبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا هو "جايوس أوكتافيو".
أصبح أوكتافيو الآن ابن القيصر بالتبني، طارت الأنباء إلى أبولونيا حيث كان "أوكتافيو" يتدرب مع القوات القيصرية، رغم أن الميراث كان مفاجئة فعلية له إلا أن "أوكتافيو" الشاب تصرف بسرعة هائلة وحسم أمره للعودة إلى روما كي يطالب بميراثه الخطير فانطلق يبحر نحو إيطاليا وبعد أسبوع من ذلك رست سفينته سرًا في ميناء إلى الشرق من روما.
لم يكن أنطونيو منزعجًا لوصول أوكتافيو فقد كان يكبر أوكتافيو بعشرين عامًا وهو عضو ناجح في مجلس الشيوخ، كانت ملامح أنطونيو توحي بالشهامة والنبل كانت جبهته عريضة وكان طويل الأنف ما منح شكله شيئًا من الرجولة.
جاءت المواجهة حتمية في حديقة بومباي حين وجد "أوكتافيو" نفسه يعامل بشيء من الرعاية من قبل أنطونيو، كان أنطونيو في بداية الأمر يميل إلى الاستخفاف بأوكتافيو وبذل كل ما بوسعه لإهانته فعامله على أنه مجرد طفل.
بعد استياءه من هذه المعاملة لجأ أوكتافيو إلى مواطني روما الأكثر صلابة، وطلب الدعم بسرعة من أعضاء مجلس الشيوخ الذين كانوا يعارضون أنطونيو، وبتصرف مشحون بالمعاني السياسية غير اسمه ليصبح "يوليوس قيصر أوكتافيو" حتى أنه أصدر قطعة نقدية تجمع بين رأسه ورأس يوليوس وكتب عليها القيصر وابن القيصر.
أساء ذلك ضمنًا لسيطرة أنطونيو على روما ولم يعد هناك من شك بأن الأخير قد استخف بنده الشاب، عمل على استعادة قدره فقرر أنطونيو الخروج مع فرقه المخلصة لمواجهة قتلة القيصر في شمال إيطاليا، ولكنها كانت أوقاتًا عصيبة لا يمكن لأنطونيو أن يغادر فيها روما.
انتهز أوكتافيو فرصة وجود خلافات حادة بين أعضاء مجلس الشيوخ نتيجة تورط الكثيرين في مقتل سلفه وبدأ يحشد الدعم والمؤنات، وتمكن من إقناع ما يكفي من أعضاء مجلس الشيوخ بأن أطماع أنطونيو السياسية تشكل خطرًا على أمنهم.
منحه مجلس الشيوخ السلطة باستخدام القوة ضد أنطونيو وهكذا استخدم أنطونيو ثروات القيصر الطائلة واشترى لنفسه جيشًا، عندما التقى المتنافسان على السلطة في "موديرما" شمال إيطاليا بدأت المعركة. إلا أن جيوش أنطونيو لم تكن ترغب بمقاتلة رفاقهم في السلاح فتحولت المعركة إلى هزيمة لحقت بأنطونيو، ومع هذا كان أنطونيو لا يزال يشكل قوة هائلة ولاحظ الفريقان أنهما فقط بالعمل معًا يمكن أن يحولا دون وقوع حرب أهلية أخرى.
فاتفقا على جمع قواتهما وتجميع تحالفهما بين ليلة وضحاها ظهرت لوائح لمعارضيهما تزيد على أربعمائة سيناتور وألفي مالك للأراضي على طول روما وعرضها، كل من ظهر اسمه على اللائحة كان محكومًا بالموت، لم يكن هنا استئناف ولا محاكمات وكانت جميع الممتلكات مصادرة.
وحدهم الذين رأوا اللائحة قبل وصول الوحدات إليهم سارعوا إلى بيوتهم للانتحار فهكذا فقط يمكنهم الاحتفاظ بممتلكاتهم لأولادهم، وساد السلام في روما بعد أن قتل أعدائها المباشرون، بعد أن أصبح قتلة القيصر يمثلون التهديد الوحيد للقوة الديكتاتورية الجديدة خرج أنطونيو وأوكتافيو من المدينة على رأس جيش بلغ عدده مئات الآلاف من الجنود مصرين على النيل من بروتوس وكاسيوس، فعثروا عليهما في خراج بلدة فيليب الصغيرة، حُسمت المعركة.
عندما حشد أنطونيو قواته وسحق آخر مؤيدي الجمهورية القديمة، بعد أن تمكن تحالفهما من تحقيق أهدافه اتفق أوكتافيو وأنطونيو على تقسيم الجمهورية إلى جزئين يجعل أنطونيو من أثينا عاصمة له فيسيطر على المحافظات الشرقية في حين يسيطر أوكتافيو على المحافظات الغربية ومدينة روما، مع وصول أوكتافيو إلى روما أمل أبنائها بأن يعم السلام أخيرًا هناك بعد أن تنسى المدينة عملية قتل القيصر.
إلا أن العاصفة التي هبت بين أوكتافيو وأنطونيو منذ قراءة وصية يوليوس قيصر كانت على وشك الانفجار، وقد جاءت الشرارة الأولى من حضارة مصر القديمة وملكتها اللامعة والطموحة "كليوباترا" التي كانت يومًا خليلة ليوليوس قيصر، أما اليوم فقد أصبحت حاكمة ناجحة بأمر من نفسها.
كان لشخصية كليوپاترا جاذبية كبيرة، كانت من سلالة اليونانيين الذين غزوا مصر فكانت نيران الإسكندر الكبير تشتعل في شرايينها، تحولت مصر إلى صومعة غلال كبيرة للرومان، فقد كان النيل بمياهه العذبة وضفافه الخصبة يطعم محافظات روما الشاسعة. وقد تمكن المصريون قبل بضعة قرون من تطوير سبل الري ما جعل منها مصدر الغذاء في العالم، طالما بقي قادة مصر تحت سلطة الرومان كانت روما تشعر بالأمان، أما اليوم فقد جلس الأمير الصغير "قيصريون" ابن كليوباترا من يوليوس قيصر إلى جانبها على عرش مصر.
من خلال قيصريون كانت تطالب بلقب وسلطة القيصر، طالما بقيت كليوباترا على قيد الحياة كان هناك تهديد جدي لسلطات أنطونيو وأوكتافيو في أثينا وروما على التوالي، وجد أنطونيو فرصة سانحة لاستخدام كليوباترا في مصلحته فالتقيا في مركب وكان لهذا اللقاء أثر كبير في عالم الرومان، وجدت كليوباترا نفسها تنشئ سلالة إغريقية رومانية جديدة تعيد فيها بناء إمبراطورية الإسكندر والفراعنة. اعتقد أنطونيو أن علاقته مع كليوباترا ستمنحه قوة أكبر للمطالبة بلقب وسلالة القيصر.
حملة اوكتاڤيو الإعلامية
أما في روما فكان اوكتاڤيو يستخدم تحالف أنطونيو الجديد كذريعة لإعلان الحرب، فبادر بالسعي لإزالة الدعم عن أنطونيو عبر حملة إعلامية أثيمة عززت خوف روما القديم من مصر. وادعى بأن مصر كانت بلادًا للشعوذة والسحر الأسود حيث يُقدم البشر قربانًا وتتم أفعال يعجز اللسان عن شرحها، أوقف مباريات في ملاعب حاشدة ليكيل التهم لأنداده، واستخدم أهم الشعراء المعاصرين لتكوين صورة عن مارك أنطونيو وكأنه هرقل مهزوم والمحارب الذي أذلته الهزيمة الساحقة وحرمته من إنسانيته ومن روحه. كان أوكتافيو يقود أنجح حملة سياسية وإعلامية في التاريخ، بعد أسابيع كانت حشود الناس تدعوه لإعلان الحرب على مصر، أُجبر مؤيدو أنطونيو في مجلس الشيوخ على الرحيل رغم أنهم كانوا يشكلون ما يزيد عن نصف المقاعد، رغم النجاح الباهر الذي حققته الحملة الإعلامية ما كان أوكتافيو ليخاطر بحرب على الأراضي الإيطالية فأراد أن يقاتل أنطونيو في منطقة يختارها بنفسه.
الأسطولان
أسطول اوكتاڤيو
اوكتاڤيو كان بحاجة إلى أسطول يتناسب مع أسطول أنطونيو وكليوباترا، سنوات الحرب الأهلية وهجمات القراصنة حرمت روما من بحريتها الفعالة، لتخطي ذلك استخدم أوكتافيو بحيرة بركانية محمية خارج ناپولي.
بما أنها منطقة آمنة من الهجمات بدأ فيها بإنشاء أسطوله الكبير، وما إن ينتهي من بناء السفن وتدريب طواقمها حتى ينزلها عبر قناة تفصلها عن البحر بأقل من نصف ميل واحد، في هذه الأثناء كان آلاف الرجال والإسكندرية وأثينا ينكبون على العمل الجاد، كان أنطونيو وكيلوباترا يجهزان بناء جيوشهما وأساطيلهما الخاصة أيضًا.
أسطول أنطونيو وكليوپاترا
وكانت مصر في هذا الحين تعرف بأنها صاحبة واحد من أهم حضارات بناء السفن. وكانت سفن كليوپاترا ومارك أنطونيو في معظمها خماسية المجاديف quinquereme ضخمة، وقوادس galleys ضخمة بناطحات هائلة زنة كل ناطح نحو 3 أطنان. مقدمات القوادس كانت مصفحة بصفائح البرونز وأجذاع شجر مقطعة بشكل مربع, مما يجعل من الصعوبة أن تنطحهم بنجاح ناطحات مشابهة.
توافق ذلك مع القوة الرومانية لأنطونيو التي بلغت تسعين ألف رجل ما جعلهما يثقان بالنصر الأكيد، حصل هذا قبل عامين من المواجهة النهائية بين الطرفين في شهر مجاعة البحر، كان أنطونيو قد ثبت قاعدة له في بلدة صغيرة تعرف بأكتيوم، مخبرو أوكتافيو أخبروه بالأمر فجعل قواته ترسو في أعالي الشواطئ محققًا بذلك أول هدف له فقد حاصر أنطونيو.
المعركة
التقى الأسطولان خارج خليج أكتيوم, صبيحة 2 سبتمبر, 31 ق.م., وكان مارك أنطونيو يقود 230 سفينة حربية خلال المضايق متجهاً للبحر الواسع. وهناك قابل أسطول اوكتاڤيان, يقوده الأدميرال أگريپـّا. لسوء حظ أنطونيو, فالعديد من سفنه كان ينقصها الرجال بسبب تفشي شديد للملاريا بين قواته بينما كان ينتظر وصول أسطول اوكتاڤيان. وقد مات العديد من المجدفين حتى قبل بدء المعركة, مما جعل تلك السفن غير قادرة على على تنفيذ التكتيك الذي صـُمموا من أجله: النطح رأساً, بقوة. وقد عانت الروح المعنوية لقواته من قطع خطوط الإمداد. وقد قام أنطونيو بإحراق السفن التي لم يعد يستطع توفير الرجال لها, وجمع باقي السفن بالقرب من بعضها البعض.
تكون أسطول اوكتاڤيان بدرجة كبيرة من سفن ليبورنية أصغر، وكاملة الرجال, ومسلحة بطواقم على قدر عالٍ من التدريب والراحة. سفنه كانت أيضاً أخف ويمكنها حماية نفسها بقدرتها الأعلى على المناورة حول quinqueremes في معركة بحرية رومانية, حيث أحد الأهداف نطح سفينة العدو وفي نفس الوقت قتل الطواقم على سطح تلك السفينة بزخات من الأسهم وصخور منجنيق كبيرة بدرجة كافية لفصم رأس عدو. قبل المعركة, فر جنرال من جيش ماركوس أنطونيو اسمه دليوس إلى اوكتاڤيوس وأخذ معه خطط أنطونيو للمعركة. أنطونيو كان يأمل في استخدام أكبر سفنه لصد جناح أگريپـّا إلى الشـَمال على النهاية الشمالية لـِخـَطـِّه, إلا أن كامل أسطول اوكتافيان بقي بحذر خارج مرمي أنطونيو. وبـُعـَيـْد منتصف النهار, اُجبـِر أنطونيو لأن يمد خطوطه خارج نطاق حماية الساحل, لكي يشتبك مع العدو.
وما أن رأى أن سير المعركة يسير في غير صالح أنطونيو, حتى انسحب أسطول كليوپاترا إلى عرض البحر بدون مشاركة. وقد انسحب مارك أنطونيو إلى سفينة أصغر ومعه العلم ونجح في الفرار من المعركة, آخذاً معه بعض السفن كمرافقين لكسر خطوط حصار اوكتاڤيان. أما السفن الباقية, فلم يكونوا بنفس الحظ: فأسطول اوكتاڤيانأمسك ببعضهم وأغرق الباقي.
نظرية أخرى عن المعركة تقترح أن أنطونيو كان محاطاً به ولم يكن لديه مفر. لذا فقد جمع أنطونيو سفنه حوله في تشكيل يشبه حدوة الحصان, باقياً بالقرب من الساحل للأمان. فلو حاولت سفن اوكتاڤيان الاقتراب من سفن أنطونيو, فالبحر سوف يجرفهم إلى الشاطئ. وقد يكون أنطونيو قد عرف أنه لن يستطيع هزيمة قوات اوكتاڤيان, ولذلك فقد بقي هو وكليوپاترا في مؤخرة التشكيلات. لاحقاً, فقد أرسل أنطونيو بسفن الجزء الشمالي من التشكيلات لتهاجم. فقد أمرهم بالتحرك للخارج شمالاً, مما نشر سفن اوكتاڤيان التي كانت حتى ذلك الحين ملتصقة ببعضها البعض. ثم أرسل گايوس سوسيوس إلى الجنوب لينشر السفن الباقية جنوباً. هذا الفعل خلق فجوة في قلب تشكيل اوكتافيان. اغتنم أنطونيو الفرصة وأسرع هو كليوپاترا على سفينتين مختلفتين, خلال الثغرة وهربا, تاركين خلفهما كامل أسطوليهما.
تبعات المعركة
منجنيق نبلي Ballista على سفينة حربية رومانية.التبعات السياسية لهذه المعركة البحرية كانت هائلة. فنتيجة لفقدان أسطوله, فجيش مارك أنطونيو, الذي بدأ كندٍ مساوٍ لجيش اوكتاڤيان, هجره جنوده بأعداد غفيرة. فقد خسر أنطونيو 19 فيلق مشاة و 12,000 من الفرسان تحت جنح الظلام قبل أن تتاح له فرصة ملاقاة اوكتاڤيان على الأرض. وبالرغم من نصر في الإسكندرية في 31 يوليو 30 ق.م., فقد استمرت أعداد متزايدة من الجنود في الفرار من جيوش مارك أنطونيو, الأمر الذي تركه بدون قوة فعالة لقتال اوكتاڤيان. ماركوس أنطونيوس حاول بعد ذلك لأن يهرب من المعركة. وفي اختراق لخطوط اتصالاته, فقد دس أعداؤه رسالة كاذبة مفادها إلقاء القبض على كليوپاترا, ولذلك فقد انتحر.
سمعت كليوپاترا بأخبار أنطونيو ,و بدلاً من المخاطرة بالسقوط في أيدي اوكتاڤيان, فقد انتحرت, في 12 أغسطس, 30 ق.م.. فقد تركت صل مصري سام ليعضها، وكان مخبأ لها في سلة تين. أما اوكتاڤيان فقد قتل قيصريون لاحقاً في ذلك العام, ليبقى هو 'الابن' الوحيد ليوليوس قيصر.
وبذلك, فقد أمـّن انتصار اوكتاڤيان في معركة أكتيوم سيطرة مطلقة لا منازع فيه على كافة الممتلكات الرومانية في البحر المتوسط; وأصبح "المواطن الأول" بروما. وقد مكنه هذا النصر من استجماع سلطاته على كافة مؤسسات الإدارة الرومانية, ك "أغسطس قيصر", مشيراً إلى انتقال روما من الجمهورية إلى الامبراطورية. الاستسلام النهائي لمصر ووفاة كليوپاترا أيضاً, للعديد من المؤرخين, أشارا إلى نهاية كل من العصر الهلنستي والمملكة البطلمية.
تخليداً لذكرى انتصاره على ماركوس أنطونيوس , فقد أرسى أغسطس قيصر العيد الروماني أكتيا. وكذلك فقد شيد أغسطس قيصر نصباً فوق موقع المعركة, ضم ناطحات برونزية اُخذت من السفن المهزومة. المغارز الباقية في الحجر تدل على الحجم الهائل لتلك الناطحات.