إذا كان فن "البيع" بهذه البساطة، والنجاح فيه يتطلب فقط أن تعرف مواصفات المنتج الذي تقوم بتسويقه، وكيف تقنع العملاء على شراؤه.. إذاً لماذا لا يكون النجاح حليف لكل رجال البيع؟.. ولماذا يترك أكثر من 85% من رجال المبيعات عملهم بعد مدة قصيرة من ممارسته بينما يستمر فقط مابين 10 إلى 15% منهم في عملهم ويحققون نتائج باهرة؟!
لقد وجدت من خلال خبرتي وأبحاثي أنه لكي تكون ناجحا فى المبيعات، عليك أن تمتلك عناصر النجاح الخمسة وهى تتمثل في: التحفيز – الطاقة – المهارة – التنفيذ – التوقعات.
وهى عناصر تعد رئيسية وضرورة من أجل تحقيق النجاح، وافتقاد أحد منها هو ما يجعل رجال المبيعات يتركون المهنة في مرحلة مبكرة.
ومن خلال سلسلة مقالات سوف أتحدث عن أحدث تقنيات فن "المبيعات"، وعن أكثر الطرق النفسية قوة في تحقيق أعلى مبيعات، كما أقدم إليك أكثر أدوات إقناع العملاء فعالية، وذلك من خلال:
1) المهارات الذهنية التي سوف يتوقف عليها أكثر من 90% من نجاحك أو فشلك.
2) المهارات المتعلقة بالطاقة والتي سوف تمكنك من توليد كم هائل من الطاقة في أي وقت.
3) مهارات الذاكرة التي تجعلك قادرا على زيادة قوة ذاكرتك بشكل يساعدك على تذكر أي أسم وأي رقم بسهولة ويسر.
4) كيف تستطيع الجمع بين أكثر التقنيات قوة فى فن البيع وعلم النفس.
5) كيف تجعل من عميلك مسوقا جيدا لسلعتك بعد إتمام البيع له، وبهذا تستطيع توسيع مجال مبيعاتك.
والآن سأبدأ ب
"المهارات الذهنية لرجل المبيعات الناجح وأسرار نجاح"
"قم بتحرير الحكمة الكامنة في جسدك، وأستغل قدرات عقلك عن آخرها، وتغلب على مقاومتك للتغيير، وحرر نفسك من أغلال عاداتك السلبية، واغرس بذور نجاحك وسعادتك.. ولا تنسى أن تحب إنسانا ما .. هو أنت"
الطريق نحو التميز
"إن التميز لا يبقى وحيدا مفرده، فمن المؤكد أنه سيجتذب له جيرانا
هل حدث يوما وتعجبت لماذا لا تحدث الأشياء كما ينبغي لها أن تكون؟.. ولماذا يستطيع 5% فقط من البشر جميعا تحقيق النجاح بشكل متميز بينما لا يستطيع ال 95% الآخرون؟.. فما هو وجه الاختلاف بينك وبين هؤلاء؟.. وما هو الشيء الذي يمنع الغالبية العظمى من الناس من الحصول على نفس النتائج؟.. بالطبع لابد أن تكون هناك إجابة لكل شيء: "إن طبائع البشر متماثلة لكن عاداتهم هي التي تحدث كل الفرق بينهم"
باعتباري دارس لفن الحياة الناجحة فقد بدأت بحثي بدراسة علم الاجتماع وعلم النفس والدين والتسويق وإدارة المبيعات والبيع الشخصي. وبعد قراءتي لمئات الكتب في مجال السلوك البشرى واستماعي للعديد من الشرائط المسجلة وحضور لأكثر من 135 ندوة وحلقة دراسية حرة، وحواري مع نخبة من أكثر الشخصيات نجاحا في العالم، وجدت أخيرا أنهم جميعا يشتركون في الصفات التالية:
● يعرفون ماذا يريدون.
● يملكون الرغبة القوية لتحقيق النجاح.
● يؤمنون بقدرتهم على تحقيق النجاح.
● يسعون لتحقيق هدفهم بخطوات فيها جدية والتزام.
● لا يعتقدون فى الفشل وينظرون إليه على أنه – ببساطة- وقفة أو خبرة يتعلمون ويستفيدون منها.
● يتوقعون نجاحهم كما يتوقعون أيضا أفضل ما يمكن أن تعطيه الحياة لهم.
إن الناجحين يدركون أن النجاح لا يحدث أبدا بمحض الصدفة، لكنه يتحقق نتيجة إتباع إستراتيجيات محددة، فهم يتبعون مسارا مستقيما يضمن لهم تحقيق النجاح المنشود. وهذا المسار أطلق عليه "الطريق نحو التميز" وهو يتألف من ستة عناصر رئيسية:
● حديث النفس.
● الاعتقاد/الإيمان.
● الاتجاه الشخصي.
● المشاعر والانفعالات
● السلوك.
●النجاح.
ودعنا نستهل رحلتنا على طريق التميز بتفهم العناصر الستة الحاسمة التي يتوقف عليها نجاحنا أو فشلنا.
العناصر الستة التى تؤلف الطريق نحو التميز
1) الحديث مع النفس: القاتل الصامت:
"أن كل قرار تصنعه بنفسك ليس سوى نتيجة لما تحدث به ذاتك ولما تعتقده في نفسك" د. إبراهيم الفقى
هل تتحدث مع نفسك؟.. بالطبع "نعم".. فنحن جميعا نفعل ذلك!.. لأننا مخلوقات تتحدث وتفكر باستمرار ولا تتوقف ما دمنا على قيد الحياة. إن الحديث مع النفس هو ما نقوله لأنفسنا سواء أكان ذلك بصوت مسموع أو فى أفكارنا.
ويقول علماء النفس والإجتماع أن حوالي 80% من حديثنا مع أنفسنا يكون حديثا سلبيا ويعمل ضدنا، ولذا عليك أن تفكر فى ذلك وأنصت إلى ما تقوله إلى نفسك وسجله على الورق، وسوف تدهش من الأفكار السلبية التي تبرمج عقلك عليها.
لقد وجد الأطباء أن حوالي 75% من مجموع الأمراض هي في الأصل ذات أسباب نفسية! وهذا يعنى إننا عندما نقوم ببرمجة أنفسنا بشكل سلبي، ستكون النتيجة أننا نقع فريسة للمرض. وإذا كان الأمر على هذا الحال، إذن ما هو السبب الذي يجعلنا نتحدث إلى أنفسنا؟
إن هناك مصدرين للحديث مع النفس وهما يدعمان برمجتنا لعقولنا:
المصدر الأول : يتمثل في العالم الخارجي .. أبائنا، وأصدقائنا، ومدرسينا في المدرسة، وكذلك وسائل الإعلام.
ويقول الباحثون إننا منذ الميلاد وحتى سن العشرين من العمر نتلقى من 50.000 إلى 150.000 كلمة "لا" و"لا تفعل" بينما نكون قد تلقينا كلمة "نعم" بعدد لا يتجاوز المئات.. وهو ما ينتج عنه أننا خلال تلك الفترة قد تمت برمجتنا سلبيا دون عمد. ومع مرور الأيام وتقدم العمر نجد نفسنا تلقائيا نتبع نفس الطريق وننقله إلى الآخرين.
وإليك بعض الأمثلة على البرمجة السلبية التي تتلقاها من الخارج: "أنك لا تستطيع أن تفعل الصواب أبدا!".. "لا تلمس هذا، إنك تثير الفوضى".. "إنك دائما ما تسبب المتاعب".. وإلى غير ذلك من العبارات السلبية التي صدقناها على أنفسنا وقمنا بتأكيدها بأفعالنا، وهو ما أدى إلى تدعيمها وتخزينها داخل عقلنا اللاواعي.
المصدر الثانى : للحديث مع النفس يكمن فى ذاتنا نحن، فهناك أربع عبارات نقوم بتوجيهها إلى أنفسنا ونبرمجها فى عقولنا وهى تتمثل فى الآتى:
● "لا أستطيع .. أنا لست ..": مثال "لا استطيع أن أفعل ذلك .. كما إننى لست ماهرا فى أى شئ"
● إننى أريد .. ولكن": مثال"إننى بحاجة للإقلاع عن التدخين، لكننى لا أستطيع"
إن مثل هذا النوع من الحديث مع النفس يكون الشخص قد تعرف على المشكلة لكنه لا يخلق لها الحل، وكلمة "لكن" تثير الشك فى القدرة أو الإمكانية فى الفعل.
● "إننى لا أفعل ذلك أبدا.. إننى أفعل ذلك دائما ..": مثال "إننى لا أدخن أبدا.. إننى لا أنفق أبدا أكثر مما أكسبه"
هذا النوع من الحديث مع الذات هو أول أنواع الحوار الإيجابى مع النفس، وإذا كانت هذه العبارات تعبر عن موقف إيجابى أو محمود، لماذا – إذن - نقوم بالأعمال التى تؤدى إلى تغييرها وتحولها إلى برمجة سلبية؟
● " أنا .." : "أنا منظم .. إننى أتمتع بصحة جيدة .. أنا أحب ذاتى .."
هذا النوع من الحديث مع النفس يعد أكثر الأنواع فعالية لأن الإنسان يقوم فيه بإرسال معنى معين إلى عقله اللاواعى عن الشئ الذى يريد أن يكونه.
ولذا فإنه من الأهمية أن تستمع إلى حديثك مع نفسك وأن تتحكم فيه، وتحوله من سلبيا إلى إيجابيا، وبالطبع لن يحدث التغيير فى يوم وليلة ولكن سوف تكون النتائج مذهلة مع مرور الوقت. وإليك بعض الأمثلة على البرمجة الذاتية والتأكيدات الإيجابية .. أحرص على قراءتها يوميا أو قم بتسجيلها على شريط بصوتك وأستمع إليه كثير كلما استطعت:
● إننى إنسان متميز ومتفرد.
● إننى أتمتع بذكاء شديد.
● إننى ممسك بمقاليد الأمور فى حياتى.
● إننى ذو قدرة عظيمة على حل المشكلات.
● استطيع أن أتذكر أى شئ أريده.
● إننى شخصية حسنة.
● إننى أحب نفسى كما خلقنى الله سبحانه وتعالى دون قيد أو شرط.
● إننى أستمتع بكونى مسئولا.
● إننى إنسان مخلص كثير الإبتسام.
● إننى أجد متعة فى مد يد العون للآخرين.
● إننى مؤمن بنفسى وبقدرتى على تحقيق النجاح.
● إننى أضع فى نفسى ثقة لا حدود لها.
إن تكرار مثل هذه التأكيدات الإيجابية وأنت مقتنع بها تماما سيؤدى إلى نتائج رائعة من النجاح والتفوق وتقودك إلى الخطوة التالية فى رحلتك على طريق التميز كما إنها سوف تتمخض عن إيمانك الإيجابى بنفسك.