زاهي حواس يكشف عن لغز «توت عنخ آمون» وأسرار عائلته
يعلن المجلس الأعلى للآثار في مصر، صباح غد «الأربعاء»، بالمتحف المصري في القاهرة، في مؤتمر صحافي عالمي، عن نتائج اختبارات الحمض النووي لأشهر وأقدم ملوك العالم، الفرعون الذهبي الشاب «توت عنخ آمون». وتشكل هذه النتائج خلاصة الأبحاث والفحوصات المعملية التي توصل إليها أثريون وأطباء مختصون في علم الأشعة، وخضع لها أفراد عائلة الفرعون الشاب لنحو عام، لمعرفة والده وبقية أفراد أسرته.
وقال الدكتور زاهي حواس، الأمين العام للمجلس، في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إنه سيعقد مؤتمرا صحافيا عالميا، غدا «الأربعاء»، للإعلان عن نتائج الفحوصات العلمية التي أجريت على مومياء الملك «توت عنخ آمون» بعد الانتهاء من تحليل الحمض النووي والأشعة المقطعية، منوها بأن المؤتمر سيكشف بعض الحقائق والأسرار التي لا تزال غامضة، بشأن مسيرة حياة توت عنخ آمون. كما نوهت دعوة لحضور المؤتمر، وجهتها لمكتب «الشرق الأوسط» بالقاهرة قناة « ديسكفري»، التي تحملت تكلفة إنشاء معمل الأبحاث، إلى أنه سيشارك في المؤتمر الصحافي علماء المشروع، الدكتور كارستن إم بوسش والبروفيسور ألبرت زنك. وحول طبيعة الفحوصات تابع الدكتور حواس: أنه تمت مقارنة هذه الفحوصات بالتحاليل التي أجريت على عدد من المومياوات الملكية لمعرفة أسرة الملك الشاب وعلاقته بالملك «أمنحتب الثالث» (1410 - 1372ق.م) والد الملك «أخناتون»، أول من دعا إلى عبادة الإله الواحد في مصر القديمة، وخلفه الملك «توت عنخ آمون». لافتا إلى أن هذا الإعلان سيضيف معلومات تاريخية مهمة وجديدة لعصر الأسرة الثامنة عشر (1569 - 1315ق.م).
واستهدف الفحص تحديد والد «توت عنخ آمون»، والذي كان غير معروف لدى الأثريين ما إذا كان «أخناتون» أم «أمنحتب الثالث»، وهل كان والده ابن إحدى الملكات الثلاث «نفرتيتي» أو «تي» أو «كيا»، أو غيرهن.
كما شملت النتائج – التي يرفض مسؤولو الآثار البوح بتفاصيلها إلا أثناء إعلانها في المؤتمر الصحافي - فحص مومياوين تنسبان إلى أجنة «الفرعون الذهبي»، إحداهما لطفل عمره 5 أشهر، والأخرى لطفل أيضا عمره 6 أشهر.
وقال حواس إن الإعلان عن التفاصيل يأتي بعد إخضاع الفحوصات التي أجريت على أفراد عائلة الفرعون الشاب إلى الفحص المعملي باستخدام الحمض الريبي النووي المعروف باسم D.N.A، في معمل الحمض النووي بكلية طب قصر العيني، الذي تم افتتاحه منتصف العام الماضي.
وأضاف أن هذه الفحوصات تم إجراؤها في معمل الحمض النووي، القائم بالمتحف المصري بالتحرير، وأنه حرصا على دقة النتائج، تم إجراء الفحوصات نفسها بمعمل قصر العيني، لمطابقتها، في محاولة للحصول على أعلى درجات الدقة من النتائج.
ووصف حواس النتائج المتوقعة بأنها ستكون حدثا مدويا، فيما سيجري نشرها في دوريات علمية محكمة دوليا من جانب الخبراء والمختصين لمناقشتها.
وحول أسباب رفضه إجراء مثل هذه الفحوصات على المومياوات، ثم تأييده لذلك لاحقا. أكد أن رفضه في البداية كان نتيجة عدم وجود معامل لتحليل حمض DNA، وأن جميع من كانوا يقومون بهذا الأمر، هم من الأجانب، «أما الآن وبوجود معملين فإنهما سيتمكنان من الاستفادة بالتكنولوجيا في مجال الآثار، وإن الأبحاث ستصبح من إنتاج عقول مصرية وفرق بحث مصرية خالصة». وقال: إن النتائج الخاصة بهذه الاختبارات التي يتم التوصل إليها من مختبر واحد، لم تكن تعطى مصداقية لها، وأنه تثبت مصداقيتها عند تطابقها مع نتائج مختبر ثان. يذكر أن معمل قصر العيني وصلت تكلفته إلى مليوني دولار، تحملت قناة «ديسكفري» تكلفة إنشائه، مقابل قيام المجلس الأعلى للآثار ببيع حق تصوير عملية تحليل الحمض النووي للمومياوات للقناة نفسها. ويعتبر الملك توت عنخ أمون أحد أشهر فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشرة في عصر الدولة الفرعونية الحديثة، وقد حير العلماء والباحثين لقرون عدة منذ اكتشاف موميائه ومقبرته التي تعج بالكنوز من كل نوع وصنف في عام 1922. ويرجع الفضل في اكتشاف هذه المقبرة في منطقة وادي الملوك بالبر الغربي بمدينة الأقصر إلى عالم الآثار البريطاني الشهير هاورد كارثر.ولم يتمكن العلماء وعلماء الآثار من معرفة الكثير عن حياة هذا الفرعون الشهير طيلة حياته، وبخاصة في تل العمارنة بمحافظة المنيا، حيث اتخذ الفرعون اسم «توت عنخ آتون» لقبا له، وكان الاسم يعني: (مبجل المعبود آتون، إله الشمس في الديانة المصرية القديمة).
* زاهي حواس.. في سطور
* - ولد الدكتور زاهي حواس في قرية العبيدية بالقرب من مدينة دمياط في 28 مايو (أيار) 1947، ويعتبر من أشهر الأثريين المصريين المعاصرين ويحظى بتقدير عالمي في مجال علم الإجيبتولوجي (المصريات)، وهو الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، نائب وزير الثقافة، كما شغل سابقا منصب مدير آثار الجيزة.
- تخرج حواس في كلية الآداب جامعة الإسكندرية في قسم الآثار اليونانية - الرومانية، وحصل على دبلومة في الآثار من جامعة القاهرة، ثم منحة تعليمية إلى أميركا ليكمل تعليمه العالي هناك، ويحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا سنة 1987، ومن هناك بدأ يدرس ويحاضر في جامعات كاليفورنيا ثم الجامعة الأميركية في القاهرة.
- في سنة 2002 تم تعيينه أمينا عاما للمجلس الأعلى للآثار في مصر حتى الآن.
بدأت شهرته عندما ظهر في قناة «ديسكفري» في أفلام تسجيلية عن مصر والقدماء المصريين، كم سجل حلقات عرضها التلفزيون الأميركي في برنامج «البحث عن الحقيقة»، ناقش فيها مواضيع تهم المشاهدين مثل المومياوات والأهرامات المصرية وتوت عنخ آمون وكليوباترا ورمسيس الثاني.. واشتهر بقبعة انديانا جونز التي يرتديها طوال الوقت.
- في سنة 1990 كانت أهم اكتشافاته الأثرية، وهي مقابر العمال المصريين الذين قاموا ببناء الأهرامات، مما يثبت أن بناة الأهرامات كانوا المصريين لا غيرهم. كما أكتشف وادي المومياوات الذهبية الذي يقع في الواحات البحرية، حيث اكتشف 192 مومياء مغطاة بالذهب، وكان من أكبر اكتشافاته وقتها. بعدها تم اكتشاف مقبرة حاكم الواحات البحرية وأسرته (الأسرة 26).
- ألّف حواس مجموعة من الكتب المهمة في علم المصريات والآثار، من أهمها: «الملك الذهبي»، «كتاب الأسرار - معجزة الهرم الأكبر».
- حصل على الكثير من الجوائز، منها: وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى الذي تسلمه سنة 1998 من الرئيس حسنى مبارك، وجائزة فخر مصر في استفتاء جمعية المراسلين الأجانب بمصر عام 1998، وجائزة الدرع الذهبية من الأكاديمية الأميركية للإنجازات عام 2000، وجائزة العالم المصري المميز من جمعية العلماء المصريين بالولايات المتحدة الأميركية، كما كرمته محافظة دمياط وجامعة المنصورة.
- اختارته مجلة «التايم» كواحد من أهم 100 شخصية مؤثرة في العالم سنة 2006، وفي فبراير (شباط) 2005 حصل على الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية في القاهرة.
- تم كتابة اسم زاهي حواس على الـ«سي دي» المرسل إلى كوكب المريخ في الرحلة الاستكشاف سنة