قالت مجلة فورين بوليسى إنه من المؤسف أن هذه القمة العربية تنطلق من ليبيا هذا العام، حيث تضمن درجة أعلى من الانقسام بين الدول العربية، ويجعل من غير المرجح بشدة أن تتخذ القمة أى خطوات مثمرة.
ويشير مارك لينش فى مقاله بالمجلة الأمريكية إلى أن الرئيس الليبى معمر القذافى كان لاعبا رئيسيا فى تعطيل عدد هائل من القمم العربية السابقة، ويقول، "فى العام الماضى حينما أعلن القذافى عداءه للعاهل السعودى الملك عبدالله والذى أثار جوا مشحونا هيمن على القمة العربية بالدوحة، تساءلت إذا كانت قمة الدوحة نهاية القمم العربية، أعتقد من الناحية الفنية لا، فلازالت المكينة تعمل، لكن من الناحية الوظيفية، ربما توقفت".
ويرى لينش أنه من المفترض أن تكون هذه القمة هى اللحظة المناسبة لتجميع اللاعبين العرب الرئيسيين لصياغة إستراتيجية عملية متماسكة، فإن كلا من إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما وإسرائيل لازالوا يدقون الجرس طارحين فرصة للدبلوماسية العربية إما لتأكيد أو التنصل من مبادرة السلام العربية.
وقد باتت الوساطة المصرية لحل الانقسام بين فتح وحماس أقرب للنجاح من ذى قبل، كما تطرح مسألة البرنامج النووى الإيرانى تحديات وفرص من شأنها أن تطرح الفرصة للدبلوماسية الخلاقة.
وسيكون الحضور بهذه القمة ضعيف جدا، فالملك عبدالله حتما لن يحضر هذه القمة بعد أن قاطعه القذافى بكل وقاحة خلال مؤتمر الدوحة، والرئيس مبارك يعانى ظروفاً صحية غير ملائمة بعد إجراء عملية جراحية، لذا سيغيب زعيم إحدى الدول العربية المحورية للمرة الثالثة على التوالى عن المقابلات العربية، كما قدم العديد من قادة الخليج وأبرزهم السلطان قابوس من عمان والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات اعتذارات خاصة عن عدم حضور القمة.
وستظل العراق بعيدة عن القمة بعد أن دعا القذافى بعض شخصيات المقاومة العراقية، وكذلك لبنان، وقد هدد محمود عباس بمقاطعة القمة إذا ما تم دعوة حماس لحضورها: وقد افادت آخر التقارير بأنه سيحضر متأخرا جدا، كما أن الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة مريض جدا، لكن العاهل المغربى محمد السادس هدد بالبقاء فى الداخل إذا ذهب بوتفليقة للقمة.
ويؤكد الكاتب أن مثل هذه الغيابات كانت ستحدث على أية حال، لكن تركة القذافى الفريدة من نوعها أدت إلى تفاقم المشاكل وأضافت طبقات من العبثية على المسرح السياسى، ولا يتوقع الكاتب توجه القمة نحو مصالحة فلسطينية حقيقة أو صياغة إستراتيجية جديدة تجاه إيران، أو اعتماد نهج جديد أشمل للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ويختم لينش، إنها مأساة أن تتزامن الاضطرابات الليبية خلال هذا المنعطف التاريخى، وما هو أكثر مأساوية أن لا أحد بالفعل يتوقع الخروج من القمة بشئ، ربما علينا أن نتعامل مع هذا الحدث مثل افتتاح وختام دورة الألعاب الأولمبية الشتوية: فلا يجب علينا إلا مجرد الجلوس والانتظار لمشاهدة بعض اللحظات المسلية من القذافى.