استضافت الجامعة العربية أمس الأحد، احتفالية كبيرة بمناسبة مرور 60 عاما على إنشاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا)، وتكريما لكارين أبو زيد لتوديعها، للاحتفاء بالدور الذى قامت به طوال فترة عملها كمفوض عام للأنروا.
حضر الاحتفالية عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية وبركات الفرا سفير فلسطين لدى الجامعة العربية والسفير حازم خيرت سفير مصر الدائم لدى الجامعة العربية والسفير أحمد القطان سفير المملكة العربية السعودية لدى الجامعة والفنان محمود قابيل والفنان عادل إمام سفيرا النوايا الحسنة للأمم المتحدة واللاعب أحمد حسن كابتن منتخب مصر.
أثنى عمرو موسى على الجهود التى تبذلها الأنروا لمساعدة الفلسطينيين، والجهود التى قامت بها أبو زيد طوال فترة عملها، وأضاف أن مرور 60 عاما على إنشاء الأنروا يذكرنا بفشل المجتمع الدولى فى تحمل مسئولياته لإيجاد الحل العادل لمشكلة اللاجئين، موجها نداءه لضرورة تكثيف دعم مادى ومعنوى للأنروا والمنظمات التى تعمل حولها لتتمكن من مواصلة مهامها، متمنيا ألا تلقى الأزمة المالية العالمية بظلالها على وضع الدول المانحة.
ونبه موسى لضرورة ألا يقترن تقديم المساعدات للأنروا بأى مواقف سياسية، لأن ذلك يسىء للعمل السياسى برمته، كما أشار إلى عدم قانونية إعادة توطين اللاجئين بأماكن تواجدهم دون رضاهم، أو تعاون الدول المضيفة، مشيرا إلى أن حل مشكلة اللاجئين يكمن فى القرار 194 من الجمعية العامة بالأمم المتحدة.
وطالب الدول التى شاركت فى مؤتمر إعمار غزة بشرم الشيخ الإيفاء بالتعهدات التى وصلت لـ 4 مليارات دولار من أجل بدء العمل.
وطالبت أبو زيد –خلال الكلمة التى ألقتها فى الاحتفالية- الدول العربية بزيادة تبرعاتها للمساعدة فى بناء المدارس والعيادات الطبية للفلسطينيين، حيث كشفت أبو زيد عن تراجع التبرعات العربية لمنظمة الأنروا، حيث وصلت نسبتها إلى 1% من إجمالى التبرعات التى تتلقاها الوكالة مقابل 8% كان يتم التبرع بها من الدول العربية خلال فترة الثمانينيات.
وأضافت أنها "تقرع جرس الإنذار من الجامعة العربية، كما فعلت من قبل بالاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة، بأنه إذا لم يتم رفع تبرعات المانحين للأنروا فستضطر الوكالة لخفض رواتب العاملين فيها ومعظمهم من الفلسطينيين".
وأوضحت أنه من أكبر المساعدات التى تلقتها الأنروا من الدول العربية كانت من أمير الكويت، وبلغت 34 مليون دولار، وأيضا التعهد الذى أعلنت عنه السعودية بمبلغ 25 مليون دولار لإعادة بناء مخيم نهر البارد.
حكى الفنان محمود قابيل عن شهادته الحية عما شهده خلال زيارته للأراضى الفلسطينية المحتلة من معاناة العائلات التى تطرد من منازلها، والأطفال الذين يضطرون للعمل بحفر الأنفاق كى يساعدوا عائلاتهم.
وأثنى السفير الفرا على أداء أبو زيد طوال فترة توليها لمنصبها، قائلا إنها استطاعت توصيل صوت الفلسطينيين للعالم، وحذر من نجاح محاولات تصفية منظمة الأنروا، والتى سيتبعها "تصفية اللاجئين الفلسطينيين"، عن طريق عدم تقديم المعونات التى تحتاجها المنظمة لاستمرارها فى أداء عملها.
وشدد السفير خيرت –الذى يشغل أيضا منصب رئيس اللجنة الاستشارية للأنروا- على أهمية أن يتحمل المجتمع الدولى واجباته تجاه القضية الفلسطينية.
كما صرح السفير أحمد القطان المندوب الدائم للملكة العربية السعودية بالجامعة، أن بلاده ستزيد حجم تبرعاتها السنوية للأنروا لتصل إلى 2 مليون دولار سنويا، ووجه فى نهاية كلمته شكرا للفنان عادل إمام للدور الذى يقوم به، قائلا "لك منى يا زعيم كل محبة واحترام، وتقديرا للمكانة التى يحسدك عليها الجميع".
شهد الحفل تكريم موسى لأبو زيد على جهود التى قامت بها طوال 4 سنوات فترة توليها لمنصب المفوض العام للأنروا.