كشفت مصادر حقوقية فلسطينية النقاب عن عزم الكيان الصهيوني بناء كنيس ثان على تخوم المسجد الأقصى المبارك، يعرف بكنيس "فخر إسرائيل"، بهدف خلق حقيقة على أرض الواقع وتوطين اليهود بمحيط المسجد.
وكشف المحامي قيس ناصر، المحاضر لقانون التنظيم والبناء والمتخصص في شؤون القدس لموقع فضائية "الجزيرة" على الانترنت، اليوم الخميس، النقاب عن مخططات تحركها سلطة الآثار الصهيونية وشركة ما يسمى "تطوير الحي اليهودي" التابعة للحكومة الصهيونية لبناء الكنيس الذي يبعد عن الأقصى أقل من 200 متر.
واعتبر ناصر أن تدشين "كنيس الخراب"، كان بمثابة نقطة تحول في وتيرة المخططات التهويدية، التي تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية في البلدة القديمة بالقدس.
والكنيس المذكور المسمى "فخر إسرائيل" أو باللغة العبرية "تفئيرت يسرائيل" كان هدم خلال حرب 1948 وأصبح أثرا بعد عين. ويبعد الكنيس أقل من 100 متر من "كنيس الخراب" الذي دشنه الصهاينة أوائل شهر آذار (مارس) الماضي، كما يلاصق الحي الروماني الذي يزعم الصهاينة اكتشافه في المنطقة. وتبلغ مساحة الكنيس نحو 300 متر، وينسجم ويتناغم بشكل تام مع "كنيس الخراب". وسيبلغ ارتفاع مبناه نحو 27 مترا وهو يشمل أربعة طوابق، وستة أقسام سفلية، بالإضافة إلى سطح المبنى وقبة الكنيس.
وحول خطورة المخطط قال المحامي ناصر، "يحمل المخطط عدة مخاطر حيث ينضم إلى بناء كنيس الخراب ليكونا كلاهما فرض أمر واقع على الأرض لتغيير طابع البلدة القديمة الفلسطيني وتغليب الطابع اليهودي عليه".
وأكد ناصر "هذه هي نية سلطة الآثار من المخطط" وقد عبرت عن ذلك بصورة واضحة في ملخص المخطط حين صرحت أن بناء الكنيس مع كنيس الخراب يمثل "عودة شعب إسرائيل إلى أرضه".
وتابع: "نتحدت عن كنيس مرتفع جدا سيكون أعلى حسب مستندات المخطط من قبة الصخرة بل أعلى المباني في البلدة القديمة، والهدف من ذلك من الناحية السياسية هو تغيير طابع البلدة القديمة وتهويدها، وتهميش الأقصى المبارك وقبة الصخرة وباقي المقدسات الفلسطينية في البلدة القديمة".
وأشار ناصر إلى أنه عدا عن تهميش المقدسات الفلسطينية، فإن الكنيس سيستغل بسبب ارتفاعه الكبير وإطلالته على الحرم القدسي الشريف والبلدة القديمة، على الأغلب لأغراض أمنية وسياسية على نحو يمس قدسية المسجد الأقصى وخصوصية الحجاج إليه".