انتقد الكاتب البريطانى الشهير روبرت فيسك موقف الغرب من هجوم إسرائيل على أسطول الحرية، ووصف قادته وزعمائه بالجبن الشديد، واستهل فيسك مقاله بالتساءل: هل خسرت إسرائيل؟ هل تعنى الحرب على غزة التى سقط فيها 1300 شهيد وحرب لبنان عام 2006 وكل الحروب الأخرى وأخيراً عملية قتل النشطاء أمس، أن العالم لن يتقبل بعد الآن حكم إسرائيل.
ورد قائلاً إن الإجابة تتجلى فى بيان البيت الأبيض الذى أعلن أن إدارة بارك أوباما تعمل على فهم الظروف التى تحيط بالمأساة، فالبيان لن يحمل كلمة واحدة للتعبير عن الإدانة.
وقارن فيسك بين موقف قادة العالم خاصة البريطانيين والأمريكيين من مساعدة الألمان الذين كانوا يعانون من الحصار السوفيتى لبرلين عام 1948، رغم أنهم كانوا أعداء فى هذه الفترة، وموقفهم مما يحدث فى غزة، وقال إن السياسيين حينئذ كانوا يتخذون قرارات لإنقاذ الأرواح، وقد كانت برلين مهمة أخلاقياً وإنسانياً وبالطبع سياسياً.
وانتقد الكاتب قادة العالم الحاليين، ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون بالسخيف، وبيان البيت الأبيض بالبائس، كما سخر من تعبير تونى بلير رئيس الوزراء البريطانى السابق ومبعوث الرباعية الدولية للمنطقة عن أسفه العميق وصدمته لخسارة أرواح بهذا الشكل المأسوى.
وقالت الكاتب إن النشطاء السياسيين فى الوقت الحالى هم من يتخذوا القرارات بإنقاذ الأرواح وليس السياسيين أو الزعماء الذين أصبحوا جبناء لدرجة تمنعهم من اتخاذ مثل هذه القرارت.
من جانبها، رأت الكاتبة أهداف سويف فى مقالها بصحيفة الجارديان أن إسرائيل قد كشفت مرة أخرى عن وجهها الحقيقى بهذه العملية، ودعت فيه إلى ضرورة فرض عقوبات عليها كثمن لقيامها بقتل نشطاء السلام، وقالت إن قتلى العملية العسكرية التى وقعت بالأمس انضموا إلى كلا من راشيل كورى وتوم هورندال وجيمس ميللر وبراين أفرى الذين تخلوا عن حياتهم لأجل الفلسطينيين، ولم يكن أياً من هؤلاء يريد الموت بل كانوا يعتقدون أنهم فى أمن، طالما ان هناك حدود للشرعية والحضارة لا تستطيع إسرائيل أن تتخطاها، لكنهم كانوا مخطئين، ولكى يثبتوا ذلك، كشفت إسرائيل مرة أخرى للعالم عن وجهها الحقيقى.
واعتبرت سويف أن ما قامت به إسرائيل يمثل رسالة جديدة إلى العالم بقتل ناشظى السلام الدوليين، وليس المهم المبررات التى ستسوقها الدولة العبرية كما اعتادت أن تفعل طوال تاريخها القصير، لكن الأهم هو أن قتل هؤلاء النشطاء يوضح أن من يغض بصره عن الجرائم الإسرائيلية إنما يقوم بذلك متعمداً.