بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
إخواني؛ اخواتي؛
إنَّ من أعظم مقاصد هذا الدين إقامةُ مجتمع طاهر، الخلقُ سياجه، والعفةُ طابعةُ، والحشمةُ شعارهُ، والوقار دثارُه، مجتمعٌ لا
تهاجُ فيه الشهواتُ، ولا تثارُ فيه عواملُ الفتنةِ، تضيق فيه فرصُ الغواية، وتقطع فيه أسبابُ التَّهييج والإثارةِ. ولقد خُصَّت
المؤمناتُ بتوجيهاتٍ في هذا ظاهرةٍ، ووصايا جليلة.
فعفَّةُ المؤمنة نابعةٌ من دينها، ظاهرةٌ في سلوكها، ومن هنا كانت التربية تفرضُا لانضباطَ في اللباس سُترةً واحتشاماً، ورفضاً
للسيرة المتهتكة والعبث الماجن.
يَا أَيُّهاَ النَّبِيُّ قُل لأزوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِالمُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِنَّ
مِن جَلابِيبِهنَّ ذَلِكَ أَدنَى أَن يُعرَفنَ فَلاَ يُؤذَينَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيماً[الأحزاب:59].
تقول أم سلمة وعائشة رضي الله عنهما: { لما نزلت هذه الآية
خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية }
[أخرجه أبو داود].
الحجاب طاعة لله عز وجل وطاعة للرسول أوجب الله طاعته وطاعة رسول الله فقال : { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا } [ الأحزاب : 36 ]
وقد أمر الله سبحانه النساء بالحجاب فقال تعالى : { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها } [ لنور : 31 ] وقال سبحانه { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } [ الأحزاب : 33 ] وقال تعالى : { وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن } [ الأحزاب : 53 ] وقال تعالى : { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن } [ الأحزاب : 59 ] وقال الرسول :
(( المرأة عورة )) يعني أنه يجب سترها .
الحجاب عفة :
فقد جعل الله تعالى التزام الحجاب عنوانه العفة ، فقال تعالى : { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين } [ الأحزاب : 59 ] لتسترهن بأنهن عفائف مصونات { فلا يؤذين } فلا يتعرض لهن الفساق بالأذى ، وفي قوله سبحانه { فلا يؤذين } إشارة إلى أن معرفة محاسن المرأة إيذاء لها ولذويها بالفتنة والشر .
الحجاب والطهارة
قال سبحانه : { وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن } [ الأحزاب : 53 ] فوصف الحجاب بأنه طهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات لأن العين إذا لم تر لم يشته القلب ، ومن هنا كان القلب عند عدم الرؤية أطهر ، وعدم الفتنة حينئذ أظهر لأن الحجاب يقطع أطماع مرضى القلوب : { فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض } [ الأحزاب : 32]
الحجاب ستر :
قال رسول الله : (( إن الله حيي ستير ، يحب الحياء والستر )) وقال : (( أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق الله عز وجل عنها ستره )) ، والجزاء من جنس العمل
الحجاب تقوى :
قال تعالى { يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم
وريشا ولباس التقوى ذلك خير } [ الأعراف : 26 ]
الحجاب إيمان :
والله سبحانه وتعالى لم يخاطب بالحجاب إلا المؤمنات فقد قال سبحانه :
{ وقل للمؤمنات } وقال الله عز وجل { ونساء المؤمنين }.
ولما دخل نسوة من بني تميم على أم المؤمنين ـ عائشة رضي الله عنها ـ عليهن ثياب رقاق قالت : (( إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات ، وإن كنتن غير مؤمنات فتمتعن به )) .
الحجاب حياء :
قال : (( إن لكل دين خلقا ، وإن خلق الإسلام الحياء )) وقال : (( الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة )) وقال عليه الصلاة والسلام : (( الحياء والإيمان قرنا جميعا ، فإن رفع أحدهما رفع الآخر )) .
الحجاب غيرة :
يتناسب الحجاب أيضا مع الغيرة التي جبل عليها الرجل السوي الذي يأنف أن تمتد النظرات الخائنة إلى زوجته وبناته ، وكم من حرب نشبت في الجاهلية والإسلام غيرة على نساء وحمية لحرمتهن ، قال علي رضي الله عنه : (( بلغني أن نساءكم يزاحمن العلوج ـ أي الرجال الكفار من العجم ـ في الأسواق ألا تغارون ؟ إنه لا خير فيمن لا يغار )) .
قبائح التبرج :
التبرج معصية الله ورسوله :
ومن يعص الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه ، ولن يضر الله شيئا ، قال رسول الله : (( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى )) ، قالوا : يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال : (( من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى )) .
التبرج يجلب اللعن والطرد من رحمة الله :
قال رسول الله : (( سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات ،
على رؤوسهن كأسنمة البخت ، العنوهن فإنهن ملعونات ))
التبرج من صفات أهل النار :
قال رسول الله : (( صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات .. )) الحديث
التبرج سواد وظلمة يوم القيامة :
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( مثل الرافلة في الزينة في غير أهلها ، كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها )) ، يريد أن المتمايلة في مشيتها وهي تجر ثيابها تأتي يوم القيامة سوداء مظلمة كأنها متسجدة في ظلمة والحديث ـ وإن كان ضعيفا ـ لكن معناه صحيح وذلك لأن اللذة في المعصية عذاب ، والطيب نتن ، والنور ظلمة ، وبعكس الطاعات فإن خلوف فم الصائم ودم الشهيد أطيب عند الله من ريح المسك .
التبرج نفاق :
قال النبي : (( خير نسائكم الودود الولود ، المواسية ، المواتية ، إذا اتقين الله ، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات ، لا يدخلن الجنة إلا مثل الغراب الأعصم )) ، الغراب الأعصم : هو أحمر المنقار والرجلين ، وهو كناية عن قلة من يدخل الجنة من النساء لأن هذا الوصف في الغربان قليل .
التبرج تهتك وفضيحة :
قال رسول الله : (( أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها ،
فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل )) .
التبرج فاحشة :
فإن المرأة عورة وكشف العورة فاحشة ومقت قال تعالى : { وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء } [ الأعراف : 28 ] والشيطان هو الذي يأمر بهذه الفاحشة { الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء } [ البقرة : 268 ] .
التبرج سنة إبليسية :
إن قصة آدم مع إبليس تكشف لنا مدى حرص عدو الله إبليس على كشف السوءات ، وهتك الأستار ، وأن التبرج هدف أساسي له ، قال تعالى :
{ يا بني آدم لا يفتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليرهما سوءاتهما } [ الأعراف : 27 ] .
فإذن إبليس هو صاحب دعوة التبرج والتكشف ، وهو زعيم زعماء ما يسمى بتحرير المرأة .
التبرج طريقة يهودية :
لليهود باع كبير في مجال تحطيم الأمم عن طريق فتنة المرأة وهن أصحاب خبرة قديمة في هذا المجال ، حيث قال النبي : (( فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء )) .
التبرج جاهلية منتنة :
قال تعالى : { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } [ الأحزاب : 33 ] وقد وصف النبي دعوى الجاهلية شقيقة تبرج الجاهلية ، وقد قال النبي : (( كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي )) ، سواء في ذلك تبرج الجاهلية ، ودعوى الجاهلية ، ودعوى
الجاهلية ، وحمية الجاهلية
التبرج تخلف وانحطاط :
إن التكشف والتعري فطرة حيوانية بهيمية ، لا يميل إلية الإنسان إلا وهو ينحدر ويرتكس إلى مرتبة أدنى من مرتبة الإنسان الذي كرمه الله ، ومن هنا كان التبرج علامة على فساد الفطرة وانعدام الغيرة وتبلد الإحساس وموت الشعور :
لحد الركبتين تشمرينا بربك أي نهر تعبرينا
كأن الثوب ظل في صباح يزيد تقلصا حينا فحينا
تظنين الرجال بلا شعور لأنك ربما لا تشعرينا
التبرج باب شر مستطير :
وذلك لأن من يتأمل نصوص الشرع وعبر التاريخ يتيقن مفاسد التبرج وأضراره على الدين والدنيا ، لا سيما إذا انضم إليه الاختلاط المستهتر
فمن هذه العواقب الوخيمة :
تسابق المتبرجات في مجال الزينة المحرمة ، لأجل لفت الأنظار إليهن …
مما يتلف الأخلاق والأموال ويجعل المرأة كالسلعة المهينة .
ومنها : فساد أخلاق الرجال خاصة الشباب ودفعهم إلى الفواحش المحرمة ، ومنها : المتاجرة بالمرأة كوسيلة للدعاية أو الترفيه في مجالات التجارة وغيرها .
ومنها : الإساءة إلى المرأة نفسها باعتبار التبرج قرينة تشير إلى سوء نيتها وخبث طويتها مما يعرضها لأذية الأشرار والسفهاء .
ومنها : انتشار الأمراض لقوله : (( لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا )) .
ومنها : تسهيل معصية الزنا بالعين : قال عليه الصلاة والسلام : (( العينان زناهما النظر )) وتعسير طاعة غض البصر التي هي قطعا أخطر من القنابل الذرية والهزات الأرضية ، قال تعالى : { وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا } [ الإسراء : 16 ] ، وجاء في الحديث : (( إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أو شك أن يعمهم الله بعذاب )) .
فيا أختي المسلمة : هلا تدبرت قول الرسول : (( نح الأذى عن طريق المسلمين )) فإذا كانت إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان فأيهما أشد شوكة … … حجر في الطريق ، أم فتنة تفسد القلوب وتعصف العقول ، وتشيع الفاحشة في الذين آمنوا ؟
إنه ما من شاب مسلم يبتلى منك اليوم بفتنة تصرفه عن ذكر الله وتصده عن صراطه المستقيم ـ كان بوسعك أن تجعليه في مأمن منها ـ إلا أعقبك منها غدا نكال من الله عظيم .
الشروط الواجب توفرها مجتمعة حتى يكون الحجاب شرعيا :
الأول : ستر جميع بدن المرأة على الراجح .
الثاني : أن لا يكون الحجاب في نفسه زينة .
الثالث : أن يكون صفيقا ثخينا لا يشف .
الرابع : أن يكون فضفاضا واسعا غير ضيق .
الخامس : أن لا يكون مبخرا مطيبا .
السادس : أن لا يشبه ملابس الكافرات .
السابع : أن لا يشبه ملابس الرجال .
الثامن : أن لا تقصد به الشهرة بين الناس .
احذري التبرج المقنع :
إذا تدبرت الشروط السابقة تبين لك أن كثيرا من الفتيات المسميات بالمحجبات اليوم لسن من الحجاب في شيء وهن اللائى يسمين المعاصي بغير اسمها فيسمين التبرج حجابا ، والمعصية طاعة ، لقد جهد أعداء الصحوة الإسلامية لوأدها في مهدها بالبطش والتنكيل ، فأحبط الله كيدهم ، وثبت المؤمنون والمؤمنات على طاعة ربهم عز وجل ، فروا أن يتعاملوا معها بطريقة خبيثة ترمي إلى الانحراف عن مسيرتها الربانية فراحوا يروجون صورا مبتدعة من الحجاب على أنها (( حل وسط )) ترضي المحجبة به ربها ـ زعموا ـ وفي ذات الوقت تساير مجتمعها وتحافظ على (( أناقتها )) !
صوتيات ومرئيات
اناشيد وفلاشات
صور وكلماات
تجدونها في الردود
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاتــه
[/font][/size]
[/right][/center][/center][/size]