فى الوقت الذى تواجه فيه ليبيا تحديات سياسية واقتصادية كبرى لمرحلة ما بعد معمر القذافى بعد ٤ عقود من الحكم الاستبدادى، أكد رئيس المجلس الوطنى الانتقالى الليبى مصطفى عبدالجليل أمس أن الانتخابات التشريعية والرئاسية ستنظم بعد ٨ أشهر. وأضاف عبدالجليل: «نريد حكومة ديمقراطية ودستورا عادلاً... ينبغى أن تكون ليبيا الجديدة بلداً مختلفاً عن السابق يستند إلى أسس الحرية والمساواة والإخوة».
وفيما يخص مصير العقيد القذافى، قال عبدالجليل إن «الرأى السائد بين أعضاء المجلس الوطنى الانتقالى هو محاكمة القذافى وأعوانه فى ليبيا»، وتابع: «عهد القذافى ولّى، حتى إن كانت النهاية الحقيقية فى إلقاء القبض عليه وإدانته بالجرائم التى ارتكبها»، وأوضح عبدالجليل أن عدد ضحايا معركة طرابلس التى استمرت ٣ أيام بلغ ٤٠٠ قتيل على الأقل وألفى جريح.
وأكد المجلس الانتقالى فى بيان له أمس أنه رصد ١.٦ مليون دولار كمكافأة لمن يلقى القبض على «القذافى» أو يدلى بمعلومات من شأنها أن تؤدى لإلقاء القبض عليه، مضيفا أن أى شخص يقتل القذافى سيتم العفو عنه.
وبينما قال حلف شمال الأطلنطى (الناتو) إن نظام القذافى بات «فى النزع الأخير»، محذراً من أن هناك حاجة لـ«تسوية سياسية» لضمان استسلامه، أعلنت حكومة نيكاراجوا استعدادها لمنح اللجوء السياسى إلى العقيد الليبى إذا طلب ذلك. وعربياً، دعا مجلس جامعة الدول العربية المجلس الانتقالى الليبى إلى شغل مقعد ليبيا، لأول مرة، خلال اجتماع استثنائى لمجلس الجامعة العربية بعد غد السبت فى القاهرة، فيما تبحث الجامعة مطالبة «الناتو» بوقف عملياته والانسحاب من الأراضى الليبية عقب الانتهاء من إنجاز مهمته بسقوط نظام القذافى، وذلك فى الوقت الذى عقد فيه مؤتمر فى قطر لبحث إعادة إعمار ليبيا.
ميدانياً، قال العقيد أحمد بانى، المتحدث العسكرى باسم الثوار الليبيين، أمس الأول، إن الثوار يقاتلون الموالين للقذافى للسيطرة على مدينة «سبها» المهمة فى صحراء جنوب ليبيا، والتى قد تكون آخر معاقله. وأضاف بانى أن الثوار يتفاوضون مع مشايخ القبائل بمدينة «سرت» مسقط رأس القذافى لدخول المدينة الساحلية بدون إراقة دماء.
وفى طرابلس، مشط الثوار شوارع العاصمة بحثاً عن مقاتلين تابعين للقذافى، بينما ذكرت تقارير إخبارية أمس أن كتائب القذافى قصفت مقره فى «باب العزيزية»، بعد يوم واحد من سيطرة الثوار على المقر، فيما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سى» أن أنصار القذافى احتجزوا ٣٥ صحفياً أجنبياً فى أحد الفنادق القريبة بالعاصمة
.[img][URL=http://www.iraqup.com/]
[/URL[/img]